بينما طلب هولاند من الوزراء العمل على إلحاق هزيمة ساحقة بلوبان

ساركوزي يقرر التصويت لماكرون بالدورة الثانية من سباق الإليزي

أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أنه سيصوت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لصالح المرشح المستقل إيمانويل ماكرون. فيما اكتفى مرشح اليسار الراديكالي بالصمت ولم يدع أنصاره لانتخاب أحد من المرشحين الفائزين بالدورة الأولى.
وقال ساركوزي، في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه اتخذ هذا القرار لأن البديل سيكون مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، مشددا على أن منح صوته لماكرون لا يعني تبنّيه برنامجه الانتخابي.
وعلى غرار ساركوزي، أيّدت عدة أحزاب سياسية التصويت لماكرون من أجل «التصدي» لليمين المتطرف، إلا أن مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي حل في المرتبة الرابعة، الأحد، لم يقم بذلك. وقد دعته أصوات في الحزب الاشتراكي، أمس، إلى «إعادة النظر».
وقال زعيم الحزب جان كريستوف كامباديليس، «عندما نكون من اليسار لا ننحاز وندخل على الفور في المعركة ضد الجبهة الوطنية».
وكان ماكرون أعلن بأن فوزه على مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الدورة الثانية من الانتخابات ليس محسوما، وذلك بعد أن أدلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتصريحات مشابهة.
في السياق، أقر المرشح المستقل إيمانويل ماكرون بأن «لا شيء محسوم» في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي تريد أن «تجمع الوطنيين من اليمين واليسار».
ودخلت مرشحة اليمين المتطرف في عملية دقيقة لاستقطاب الناخبين الذين صوتوا في الدورة الأولى للمحافظ فرانسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون.

السباق لم يحسم بعد

من جهته، طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من وزراء الحكومة، أمس، بذل كل ما بوسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة ممكنة بزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة.
وقال ستيفان لو فول، المتحدث باسم هولاند، إن الرئيس طلب من الوزراء «إلزام أنفسهم تماما في الحملة الانتخابية بضمان حصول لوبان على أقل نسبة ممكنة».
وأضاف لو فول، أن هولاند الذي حث الفرنسيين على التصويت لماكرون طلب من كل وزير «حشد كل جهوده في هذه الحملة».
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حذر، الثلاثاء، من أن فوز ماكرون على لوبان خلال الدورة الثانية في السابع من ماي ليس مضمونا، معتبرا أنه يجب عدم الاستهانة بالنتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية.
وقال هولاند خلال زيارة لغرب فرنسا، «أعتقد أن من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة وعلينا أن نعتبر أن لا شيء مضمونا بعد، وأن الفوز يجب أن ينتزع وأن نستحقه».
وتابع، «ليس هناك إدراك فعلي لما حصل الأحد، نسينا أن مارين لوبان انتقلت إلى الدورة الثانية. ليس شيئا هامشيا أن يصل اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية لانتخابات رئاسية».
وتعرض موقف ماكرون للانتقاد من عدد كبير من المعلقين الذين اعتبروا أنه يعطي انطباعا وكأنه «تجاوز» الجولة الثانية وأنه يعتبر أن النصر مضمون.
ورد ماكرون قائلا، «لن أتلقى دروسا»، مضيفا أنه لم يربح شيئا بعد وأنه يجب «أن نناضل».
وتابع، «لم يتوقع أحد فوزي منذ شهر ونصف، أنا مثال حي على أن المتنبّئين مخطئون».
وبحسب استطلاع، نشر الثلاثاء، فإن لوبان التي حلت في المرتبة الثانية خلف ماكرون مساء الأحد، ستُهزم في الجولة الثانية.

لوبان تعقد تجمعا اليوم في نيس

في محاولة لإقناع الناخبين الذين أصيبوا بخيبة أمل من نتائج الجولة الأولى، زارت المرشحة سوق المواد الغذائية الضخم في رونجي، في ضواحي باريس، غداة زيارة لها إلى شمال البلاد. وستعقد تجمعا، اليوم الخميس، في نيس (جنوب شرق)، معقل اليمين، حيث تأمل بجذب ناخبين.
وقالت لوبان، الثلاثاء، عبر التلفزيون «لدى خصمي رؤية بعيدة عن واقع فرنسا، إنه مرشح الأوليغارشية».
وأردفت، «أريد أن أجمع كل الوطنيين، من اليمين أو اليسار»، قبل أن تتطرق مجددا إلى موضوع الهجرة لتقول: «لدينا سبعة ملايين عاطل عن العمل وتسعة ملايين فقير، وقد أتينا بمئتي ألف أجنبي سنويا».
وتخشى لوبان أن يكون مصيرها مثل والدها عندما وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، قبل أن يتلقى هزيمة ساحقة نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك، من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره عنصرية ومعادية للسامية.

رهان تشكيل تحالفات لخوض الانتخابات التشريعية

دخل إيمانويل ماكرون ومارين لوبان سباق الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لكن أنظارهما متجهة، منذ الآن، نحو الانتخابات التشريعية في جوان المقبل. وتعتبر التشريعيات موعد الحسم الذي سيفصل فيما إذا كان الرئيس المنتخب سيحكم الجمهورية مساندا بأغلبية مريحة، أم سيعاني من معارضة شرسة داخل «الجمعية الوطنية».
وتعتبر الانتخابات التشريعية، التي ستنظم ما بين 11 و18 جوان المقبل، موعدا مهما في الحياة السياسية الفرنسية.
فالنظام السياسي الفرنسي، يفرض على الرئيس الحصول على أغلبية مريحة داخل «الجمعية الوطنية» من أجل تدبير البلاد وتمرير القوانين وتطبيق سياسات الحكومة.
ورغم أن الانتخابات الرئاسية حجبتها عن الأنظار مؤقتا، فإنها ستشكل موعدا هاما لمستقبل المشهد السياسي الفرنسي خلال السنوات المقبلة. أمر يعيه جيدا المرشحان للرئاسة. فهما يدركان أن حكم فرنسا لن يكون سهلا من دون تكوين أغلبية متراصة ومتناغمة داخل «الجمعية الوطنية».
وتحمل انتخابات هذه السنة رهانات مختلفة عن سابقاتها. فبوصول كل من إيمانويل ماكرون ومارين لوبان إلى الدورة الثانية للرئاسيات وحصول مرشحين آخرين على 20 من المئة من أصوات الناخبين، لكل واحد منهما، يبدو المشهد السياسي منقسما أكثر من أي وقت مضى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024