يتواصل القصف الصّهيوني المكثف على مختلف أنحاء قطاع غزة، في وقت تزداد الأوضاع الإنسانية صعوبة في ظلّ شُحّ أو انعدام الغذاء والدواء في كلّ المناطق. وفي هذا السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفاد جميع مخزوناته الغذائية في القطاع الذي دمّرته الحرب ومنعت سلطات الاحتلال دخول أي مساعدات إنسانية إليه منذ الثاني من مارس الماضي.
أعلنت كتائب القسام أنها قتلت وأصابت أربعة عسكريين صهاينة، نهاية الأسبوع، في عملية قنص شرق بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم الكتائب، إنّ «المقاومين لا يزالون يخوضون معارك بطولية وينفذون كمائن محكمة، ويتربّصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة في المكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها».
استمرار القصف والتّدمير
ميدانيا، استشهد 17 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف صهيوني متفرق على قطاع غزة أمس السبت، ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية بارتقاء 17 فلسطينيا في قصف متفرق بينهم 10 في قصف استهدف منزلا جنوب مدينة غزة فجرا
وفي أحدث الغارات، استشهد فلسطيني في قصف على عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة حيث وصل جثمانه للمستشفى الإندونيسي، وفق ما أورده مصدر طبي. وأضاف المصدر إن فلسطينيا ثانيا ارتقى في قصف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
فيما قالت إدارة مستشفى العودة في بيان، إن الجيش الصهيوني قصف مركبا للصيادين قبالة بحر بلدة الزوايدة وسط القطاع ما أسفر عن إصابة 6 صيادين.
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس، أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوب القطاع.
وفجر أمس السبت، قال شهود عيان إن الجيش الصهيوني قصف منزلا لعائلة «الخور» في حي الصبرة جنوب مدينة غزة على رؤوس قاطنيه، ما أسفر عن مقتل 10 وفق إفادة مصادر طبية.
وقال جهاز الدفاع المدني في بيان إن عددا كبيرا من المفقودين ما زالوا تحت أنقاض منزل عائلة «الخور» المدمر.
وفي ساعة مبكّرة من فجر أمس، ارتقى 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة «أبو عبدو» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي محافظة الشمال، قال مصدر طبي إن فلسطينيين استشهدا وأصيب آخرون في قصف استهدف محيط دوار التعليم في مدينة بيت لاهيا.
وقصفت المدفعية الصهيونية مناطق متفرقة من القطاع، خاصة المناطق الشرقية من مدينة غزة وغرب رفح.
تفشّي المجاعة
هذا، وعلى وقع تواصل الغارات التي تحصد المزيد من الشهداء وتصنع الكثير من المآسي، قال برنامج الأغذية العالمي إن إمدادات الغذاء لديه نفدت، محذرا من تفشي المجاعة بقطاع غزة .
وأعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين أن البرنامج أرسل آخر شاحنة من مخزون الغذاء لديه إلى القطاع، مؤكدة أنه لم يتبق شيء منه. وقالت ماكين إن الظروف في غزة مأساوية، وإن الناس يتضورون جوعا، مشددة على أن مزيدا من الفلسطينيين سيعانون المجاعة نتيجة ما يجري في غزة.
وقال برنامج الأغدية العالمي، في بيان نشره الجمعة، إن المطابخ في غزة توفر 25 في المائة من الاحتياجات الغذائية اليومية للفلسطينيين.
وأكّد البيان نفاد المخزون الغذائي للبرنامج في القطاع، مع توصيل آخر الكميات المتوفرة إلى المطابخ المحلية والتي من المتوقع أن تنفد أيضًا في الأيام المقبلة. وكشف عن توقف جميع المخابز 25 المدعومة من البرنامج منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي. ولفت إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
وذكر أن هذا يمثل أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، مما يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلاً. وأوضح أن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية - تكفي لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر - جاهزة للدخول إلى غزة فور فتح المعابر. وحذّر من أن «المساعدات الحيوية للبرنامج قد تضطر للتوقف إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة لفتح الحدود أمام المساعدات والتجارة».
في الأثناء، أكّد مسؤول أممي أن أطفال غزة باتوا يتضوّرون جوعا بسبب سياسة التجويع المتعمدة التي تنتهجها سلطات الاحتلال.