دخلت معركة الهلال النفطي بليبيا، يومها الرابع على التوالي، بين قوات الجيش الليبي التي يقودها المارشال حفتر، ومليشيات مسلحة وسط مخاوف من تقويض العملية السياسية الشاملة التي ترعاها دول الجوار، ووسط الاتهامات المتبادلة أدانت حكومة الوفاق الوطني في وقت سابق العمليات القتالية، مشددة على الحل السلمي. قال مسؤولون عسكريون إن قوات شرق ليبيا نفذت غارات جوية جديدة، أمس، وذكرت إنها تحشد قواتها البرية في إطار محاولتها لاستعادة اثنين من أكبر موانئ النفط في البلاد.
فقدت القوات الموالية للجيش الوطني الليبي المتمركز في الشرق السيطرة على ميناءي السدر ورأس لانوف، يوم الجمعة، لصالح فصيل منافس يعرف باسم كتائب دفاع بنغازي ولم يتمكن من طردها بالغارات الجوية والعمليات البرية منذ ذلك الحين.
يهدد التصعيد بوقف زيادة شهدها إنتاج النفط الليبي في الآونة الأخيرة وبإشعال الصراع بين الفصائل العسكرية المتمركزة في شرق وغرب ليبيا التي تخوض قتالا متقطعا منذ ثلاث سنوات. دعا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، المواطنين إلى تقييد حركة التنقل من المنطقة الممتدة من رأس لانوف شرقا حتى مدينة سرت غربا اعتبارا من ساعات الصباح الأولى، أمس.
نبه المسماري عبر حسابه على موقع «الفيسبوك» المواطنين قائلا: «على جميع المواطنين تقييد الحركة في المنطقة من رأس لانوف حتى سرت، وذلك اعتبارا من ساعات صباح، أمس».
ليل الأحد-الاثنين، أعلن المسماري عن حشد جوي وبري كبير جدا للقوات المسلحة الليبية لدحر العصابات الإرهابية في منطقة الهلال النفطي، بحسب ما نشره عبر صفحته على موقع «الفيسبوك».
خلال مؤتمر صحفي عقده، مساء أمس الأحد، قال المسماري، «إن الكتائب المسلحة التي دخلت إلى منطقة الهلال النفطي تتبع القاعدة والدروع الإخوانية»، مشيرا إلى أن «القوات المسلحة الليبية تقدمت، بعد ظهر أمس، إلى ما بعد المنطقة الصناعية في رأس لانوف، وتعاملت مع العدو».
قال أن الطيران الحربي، سيقصف جميع المليشيات المحيطة بخليج مدينة سرت، داعيا القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني إلى عدم التوغل داخل المدينة. نفذت قوات الجيش الوطني الليبي ضربات جوية حول موانئ نفطية رئيسية. في مساعيها الرامية إلى استعادة السيطرة على المنطقة من الميليشيات المسلحة.
يقول الجيش الليبي، إن ساعة الحسم في منطقة الهلال النفطي وشيكة رغم استمرار المعارك مع المسلحين، الذين كانوا في مرمى نيران سلاح الجو الليبي الذي قصف تجمعاتهم في السدرة. أسفرت غارات عن تدمير عدد من العربات المسلحة، يرجح أن تكون تابعة للقيادي في القاعدة المطلوب دوليا الليبي أحمد الحسناوي. سيطرت الميليشيات المسلحة على النوفلية وبن جواد والسدرة ورأس لانوف المحيطة بالهلال النفطي، بالمقابل استعادت قوات الجيش الوطني مطار رأس لانوف.
عقب الاتهامات التي وجهت لها بالتواطئ مع المليشيات المسلحة، نددت حكومة الوفاق الوطني في وقت سابق، بالعلميات القتالية الدائرة في منطقة الهلال النفطية، معتبرة أنها تهدد بشكل مباشر مساعي الحل السياسي.
ربطت تقارير إعلامية، بين تصاعد أعمال العنف بخليج سرت، وجهود الحلول السلمية التي تبدلها دول الجوار والهيئات القارية والدولية، بينما رأت جهات أخرى، أن معركة الهلال النفطي، هي آخر محاولات التموقع قبل مباشرة الحوار السلمي، ليفرض كل طرف منطقه.
من جهتها، وصفت الأمم المتحدة، على لسان مبعوثها مارتن كوبلر ما يجري بالتهديد الخطير لمساعي السلم، ودعت باعتبار قائدة الوساطة الدولية إلى ضبط النفس.