طهران تدعو لتوحيد المسلمين ضد التطرف
بعد الاعتداء الذي أودى بحياة ثمانين شخصا، السبت، خلال تظاهرة للهزارة الشيعة في كابول، دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، المسلمين السنة والشيعة إلى «الاتحاد لدحر المتطرفين».
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر إن «الاعتداء الإرهابي في أفغانستان هو عمل وحشي جديد لداعش» (تنظيم «الدولة الإسلامية»)، وأضاف إن «على السنة والشيعة الاتحاد لدحر المتطرفين.
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنه «بدون تعاون كل الدول (...) من المستحيل اجتثاث» الإرهاب والتطرف»، وأضاف إن الإرهاب والتطرف والمساس بحياة أبرياء لا يمكن تبريرها».
وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي الاعتداء الذي استهدف تظاهرة سلمية لأقلية الهزارة الشيعة في كابول وأدى إلى سقوط 80 قتيلا. ووقع الاعتداء بينما كان الآلاف من الهزارة يحتجون على استثناء مناطقهم من مشروع خط توتر عال بقيمة ملايين الدولارات.
وتتقاسم إيران التي يشكل الشيعة غالبية سكانها، حدودا طويلة في الشرق مع أفغانستان حيث تعيش أقلية من الهزارة الشيعة. وتضم هذه الأقلية حوالى ثلاثة ملايين شخص وتعرضت للاضطهاد لعقود.
حداد وطني في أفغانستان
بدأت كابول الأحد حدادا وطنيا على ضحايا الاعتداء الأكثر دموية منذ 15 سنة، أسفر عن سقوط 80 قتيلا خلال تظاهرة للهزارة الشيعة وأثار مخاوف جديدة حول توسع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان
وغداة التفجيرين اللذين استهدفا حشودا من المتظاهرين الهزارة الشيعة في العاصمة الأفغانية كان العديد من الأشخاص يبحثون في المستشفيات والمشارح عن أقربائهم المفقودين.
والاعتداء في هذا البلد الذي يضم غالبية سنية أعاد المخاوف من إثارة النعرات الطائفية في امة تجنبت إلى حد كبير صراعا دمويا بين السنة والشيعة. وقال الرئيس الأفغاني اشرف غني «أعدكم بأنني سأثأر لدماء أحبائنا من مرتكبي هذه الجريمة أينما كانوا» معلنا الأحد يوم حداد وطني. وأطلق غني على موقع الاعتداء اسم «ساحة الشهداء» حيث لا تزال بقايا أشلاء بشرية وأسلاك معدنية منتشرة في الشارع.
وبقي العديد من المتظاهرين ليلا في المكان حيث أضاءوا الشموع وقاموا بتلاوة آيات قرآنية رغم أن الحكومة أعلنت حظرا للتجمعات العامة لعشرة أيام لأسباب أمنية.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا التفجيرين في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له قائلا أن اثنين من مقاتليه فجرا حزاميهما الناسفين ضد تجمع للشيعة في منطقة دهمزتك في كابول.
اعتداء شنيع
والاعتداء المدمر في العاصمة يشكل تصعيدا كبيرا لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الذي كان يتركز حتى الآن في ولاية ننغرهار شرق البلاد حيث عرف بالفظاعات التي ارتكبتها وخصوصا قطع الرؤوس.
وتخوض الحكومة الأفغانية حاليا عملية بدعم من ضربات جوية يشنها حلف شمال الأطلسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ننغارهار بعدما كان غني أعلن في وقت سابق هذه السنة انه تم هزم هذا التنظيم.
وأعلن الحلف هذا الشهر ان نفوذ هذا التنظيم يتراجع لا سيما وانه يخسر المزيد من الأراضي فيما ينحصر مقاتلوه إلى حد كبير في إقليمين أو ثلاثة في الولاية فيما كانوا في تسعة أقاليم في جانفي.
وقال المحلل احمد سعيدي «لا شك في أن تنظيم الدولة الإسلامية يتعرض لضغوط كثيفة في ننغرهار وانه ينفذ هجمات مثل ذلك الذي وقع في كابول بدافع اليأس لإثبات قوته.
وأثار الاعتداء ردود فعل منددة في العالم حيث وصفت الولايات المتحدة الاعتداء المباشر على مدنيين بأنه «جريمة حرب». وقال البيت الأبيض في بيان أن هذا «الهجوم الشنيع يعد أكثر دناءة لأنه استهدف تظاهرة سلمية.
كما أدانت إيران الاعتداء ودعت إلى «اتحاد» المسلمين السنة والشيعة في مواجهة المتطرفين.