شهدت تركيا ليلة الجمعة إلى السبت محاولة انقلاب عسكرية على الشرعية والإطاحة بالحكومة التركية وهو العمل الذي قامت به مجموعة من الجيش التركي، إلاّ أن عملهم هذا باء بالفشل ورفضه الشعب، وهو ما أكده السفير التركي في الجزائر من خلال بيان له تسلمت «الشعب» نسخة منه، والمسؤولون الأتراك ومنهم رئيس الحكومة والرئيس أردوغان، هذا الأخير توعد الانقلابيين أمام أنصاره بأسطنبول بأن يدفعوا ثمنا باهظا، معتبرا المحاولة بالخيانة العظمى، وهي سبب لتطهير القوات المسلحة من هؤلاء العناصر، بينما وصفها بن علي بالعمل الغبي.
تسببت محاولة الإطاحة بحكومة أردوغان عن طريق انقلاب فاشل قامت به مجموعة متمردة من الجيش بسقوط قتلى وجرحى، فقد ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية، أمس السبت، أن عدد قتلى محاولة الانقلاب العسكري في تركيا ارتفع إلى 90 شخصا وأصيب 1154آخرين بجروح خلال اشتباكات وحوادث إثر محاولة انقلاب عسكري قادها مجموعة من العسكريين في وقت متأخر من ليلة الجمعة إلى السبت.
أشارت النيابة العامة إلى مقتل 42 شخصا في العاصمة التركية أنقرة كما أوضح المصدر أن المتآمرين قتلوا 17 شرطيا في هجوم استهدف مقرات إدارة القوات الخاصة في منطقة جولباشي بالعاصمة التركية أنقرة، وقتل اثنان من العاملين في مشغل الأقمار الصناعية “تركسات” في المنطقة نفسها.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير إخبارية باعتقال حوالي ألف و563 شخص تورطوا في محاولة الانقلاب، من بينهم ضباط رفيعو المستوى منهم أربعة جنرالات. وكان وزير العدل التركي بكير بوزداج قد أعلن أن النيابة العامة بدأت بالفعل التحقيقات في جميع المحافظات التركية الـ81 في قضية محاولة الانقلاب العسكري، موضحا أن “الاعتقالات تتم في الغالب في أنقرة واسطنبول ولكن هناك اعتقالات في أماكن أخرى كثيرة من تركيا”.
وكانت آخر حصيلة للاشتباكات التي دارت في العاصمة أنقرة، خلال محاولة الانقلاب أفاد بها المدعي العام التركي أشارت إلى مقتل 90 شخصا.
وأعلن رئيس الوزراء التركي، “بن علي يلدريم”، فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عناصر من الجيش التركي.
وكشف يلدريم عن “السيطرة إلى حد كبير” على محاولة الانقلاب التي وصفها بـ«الغبية” والتي نفذتها مجموعة من العسكريين الجمعة.
الجوية التركية تعلن استئناف رحلاتها
اعتبارا من صباح أمس السبت أعلنت الخطوط الجوية التركية استئناف جميع رحلاتها وقالت المستشارة الإعلامية للشركة التي تعد الناقل الوطني الرئيسي في بيان إن الشركة اتخذت قرارها تجاوبا مع دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم في هذا الإطار، داعية جميع المسافرين على متن خطوطها إلى الوقوف على آخر التطورات فيما يتعلق بالمواعيد من خلال موقعها الرسمي، فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في البلاد مع بزوغ فجر السبت وفق تقارير إعلامية محلية.
أحزاب تركية تندد وتدعو إلى وحدة الصف
ندد زعماء أحزاب سياسية تركية بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد مساء الجمعة وفي هذا السياق شدد الرئيسان المشتركان لحزب “الشعوب الديمقراطي” صلاح الدين دميرطاش، وفيغن يوكسك داغ، على رفض الحزب للانقلابات من الناحية المبدئية. وأكدا أنه “لا بديل عن الدفاع عن الديمقراطية”.
وأعتبرا في بيان مشترك أنه “مهما كانت الأسباب والدوافع فإن لا أحدا يمكن أن يشكل بديلا لإرادة الشعب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. بدوره قال رئيس حزب “السعادة” مصطفى كامالاك إن “الانقلابات مرفوضة بغض النظر عن دوافعها والديمقراطية عنصر أساسي في المشهد السياسي التركي لا يمكن التخلي عنه”، مضيفا أن “الشعب التركي لا يستعصى عليه حل أي مشكلة لتمتعه بالتعقل والحكمة، وتمسكه بمبادئ الديمقراطية”.
من جهته أكد زعيم حزب “الوحدة الكبرى” مصطفى دستجي رفض حزبه لمبدأ الانقلاب على الإرادة الوطنية، مشددا على التمسك بالممارسة المدنية للسياسة.
كما ذكر أن أنصار حزبه وكوادره “لن يذعنوا للطغمة الانقلابية وهم واثقون بجيش بلادهم وقواته المسلحة”.
إلى ذلك أعرب الأمين العام لحزب “الوطن الأم” إبراهيم جلبي عن ثقته بقدرة الشعب التركي على إفساد هذه المؤامرة والخروج منها بهدوء وموقف صارم.
أردوغان يقول إن حكومته تتابع مهامها
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح أمس السبت، أن الحكومة تتابع مهامها وإنه يدير السلطة بعدما شهدت البلاد محاولة انقلاب خلال الليل.
وفي ثاني خطاب يلقيه في مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول في أقل من ساعتين قال الرئيس إن “القوات المسلحة لم ولن تحكم تركيا.
وقد استسلم جنود كانوا على الجسر الذي يربط بين أجزاء مدينة اسطنبول الآسيوية والأوروبية على مضيق البوسفور للشرطة، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية وقد قامت قوات الدرك التركية “الجندرمة” بإغلاق الجسرين على المضيق بعدما تواردت أنباء عن تنفيذ محاولة انقلاب ليلة الجمعة.
وفي خطابه الأول، تعهد أردوغان بإتمام العملية ضد مدبري الانقلاب للحفاظ على الجيش “نظيفا”.
في غضون ذلك أعلن وزير العدل التركي أمس، عن ارتفاع عدد المعتقلين في المحاولة الانقلابية إلى 1563
وذكرت تقارير إعلامية أنه ما يزال بالإمكان سماع إطلاق أعيرة نارية متقطعة في وسط اسطنبول ولكن لم يعد يتم سماع المزيد من دوي الانفجارات أو هدير الطائرات.
وحسب نفس التقارير فإن الأمور تعود إلى طبيعتها في أنقرة العاصمة التركية، حيث لقي 90 شخصا على الأقل مصرعهم أثناء محاولة الانقلاب الفوضوية وفقا لمكتب النائب العام.
الجيش يحرر رئيس هيئة الأركان العامة من قبضة الانقلابيين
- حرر الجيش التركي رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال خلوصي أقار، من قبضة مجموعة الانقلابيين وتم نقله إلى “مكان آمن”.
وكان رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدريم” قد أعلن في وقت سابق تعيين قائد الجيش التركي الأول اللواء “أوميت دوندار” رئيسا للأركان التركية بالوكالة.
من جهتها، فتحت النيابة العامة لمنطقة “غول باشي” في العاصمة التركية أنقرة تحقيقا في ملابسات مقتل عدد من الأشخاص أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في أنقرة وإسطنبول مساء الجمعة.
تجدر الإشارة أن منطقة “غول باشي” جنوبي العاصمة تضم مباني رئاسة الوحدات الخاصة ورئاسة إدارة الطيران وأكاديمية الشرطة التي تتبع جميعها لمديرية الأمن العامة، بالإضافة إلى مبنى إدارة قمر “تركسات”.
يلدريم: أي دولة تحمي “غولن” معادية لتركيا
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في كلمة أمام الصحفيين أمس السبت، إن أي دولة تحمي “فتح الله غولن” نعتبرها عدوة لتركيا.
وأكد يلدريم أن أنقرة تطالب واشنطن بتسليمها “فتح الله جولن” المتهم الرئيسي في محاولة الانقلاب، مضيفا المدبرين لمحاولة الانقلاب تم القبض عليهم ويقدمون للعدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السلطات التركية اعتقلت أكثر من 1500 عسكري من مختلف الرتب، متورطون في محاولة الانقلاب.
كما أشاد يلدريم بوقوف الشعب التركي بمختلف مكوناته صفا واحدا، رافضا للانقلاب، وأثبت لكل أنحاء العالم أنه لن يتنازل عن الديمقراطية، وقدم أفضل رد على هذه العصابة الإرهابية.
وقال رئيس الوزراء إن يوم الخامس عشر من جويلية، سيكون عيدا للديمقراطية.