قتل خمسة شرطيين بالرصاص مساء الخميس خلال تجمع أقيم في دالاس احتجاجا على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة، حسب ما أعلن رئيس الشرطة في تلك المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة، ما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة يدعو إلى إصلاح الشرطة في بلاده.
وذلك بعد الصدمة التي أثارها في البلاد حادث مقتل شاب أسود برصاص الشرطة والذي أعاد إلى الواجهة طرح مسألة عنف الشرطة ولا سيما تجاه الشبان السود.
ولدى وصوله إلى وارسو للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي قدم أوباما تعازيه لعائلة الشاب الأسود الذي قتل في ولاية مينيسوتا (شمال) بأربع رصاصات أطلقها عليه شرطي غداة مقتل شاب أسود آخر في لويزيانا (شمال) بنفس الطريقة.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لأن الولايات المتحدة شهدت «مرات كثيرة مآسي مماثلة وإذ ذكر بأن الأمريكيين من غير البيض هم الأكثر عرضة للاعتقال أو التفتيش أو القتل على أيدي الشرطة، دعا أوباما مواطنيه البيض إلى عدم اعتبار الموضوع شأنا يهم الأقليات فقط.
«هذه ليست فقط مشكلة الهسبانيين. هذه مشكلة أمريكية يجب أن تهمنا جميعا»، وأضاف «علينا جميعا أن نقول إن بإمكاننا أن نقوم بما هو أفضل فنحن نستحق ما هو أفضل».
ودافع الرئيس الأمريكي عن مقترحات الإصلاح التي أعدها البيت الأبيض العام الماضي، داعيا جميع الولايات إلى الأخذ بها.
وقال «إذا كان هناك من أمر إيجابي في هذه المآسي فهو، كما آمل، أن تعكف المجتمعات في سائر أنحاء البلاد على هذه المسألة وأن تتساءل، كيف يمكن تطبيق هذه التوصيات.
وأضاف «هناك بعض السلطات التي طبقت هذه التوصيات، ولكن هناك عدد كبير لم يفعل».
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ندد في نهاية شهر أفريل من العام الماضي بعد أعمال العنف التي اندلعت في بالتيمور عقب جنازة الشاب الأمريكي من أصل إفريقي فريدي غراي (25 عاما) الذي توفي بعد إصابته في العمود الفقري أثناء احتجاز الشرطة له، قائلا إنه «لا مبرر» للعنف، إلا أنه أقر بوجود «أزمة ظهرت بشكل بطيء» في كيفية تعامل الشرطة مع المجتمع وخصوصا الأمريكيين من أصل أفريقي.
وصرح أوباما للصحافيين في البيت الأبيض «لقد شهدنا العديد من الأمثلة على ما يبدو أنه تعامل ضباط الشرطة مع أفراد وخصوصا أمريكيين أفارقة غالبا فقراء، بطرق تثير تساؤلات مقلقة».
وأضاف «أعتقد أن على بعض أقسام الشرطة مراجعة نفسها. وأعتقد أن على بعض المجتمعات مراجعة نفسها. وأعتقد أن علينا كبلد مراجعة نفسنا».