اجتماع أوروبي لبحث عملية خروج بريطانيا “الطويلة والمعقدة”

أكثر من مليون بريطاني يطالبون باستفتاء جديد حول عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي

للتباحث في تبعات القرار التاريخي للبريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي، عقد أمس وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) اجتماعا طارئا في برلين.
وقال وزير الخارجيه الألمانى فرانك فالتر شتاينمايربالمناسبة إنه “علينا ألا يصيبنا عدم الإتزان والهلع جراء ما حدث وعلينا أن نجد حلولا للأزمه الراهنة”.
من جهته، اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولس، قرار استقالة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في أكتوبر وليس غداة الاستفتاء “مخزيا”.
وقال شولتس إنه عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني في 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه فهو “سجن قارة بأسرها من أجل مفاوضاته التكتيكية”.
كما يرتقب أن يعقد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الثلاثاء والأربعاء القادمين ببروكسل قمة ستخصص هي الأخرى لبحث تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسيتم خلال هذه القمة التي سيحضرها رئيس الوزارء البريطاني ديفيد كامرون لآخر مرة مناقشة سبل خروج المملكة المتحدة وكذا وضع تصورات جديدة حول استمرار أوروبا بأعضائها الـ27 وتصحيح مسار المشروع الأوروبي.
وبهذا الخصوص، أكد رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أن القمة ستستمع إلى رئيس الوزراء البريطاني مساء الثلاثاء لكنها ستستأنف أشغالها مع باقي الدول الأعضاء لبحث تداعيات الخروج البريطاني.
كما ستشكل القمة فرصة لبحث القضايا المرتبطة بالهجرة والنمو والتشغيل والأمن.
وبالموازاة مع التحركات الحثيثة التي يجريها قادة أوروبا للتخفيف من الصدمة التي سيحدثها الخروج البريطاني من البيت الأوروبي الموحد، يسعى الكثير من المواطنين البريطانيين في محاولة تبدو يائسة لوقف عجلة الانفصال، حيث أطلقوا عريضة تطالب باستفتاء ثان حول الاتحاد الأوروبي تجتاز عتبة مليون توقيع.
دعوة لإستثناء لندن من الطلاق
بدأت دعوة جديدة في الظهور تطالب باستثناء العاصمة البريطانية من الطلاق البريطاني - الأوروبي، حتى لو كان هذا على حساب فصل لندن عن بريطانيا.
وقدم صحافي يدعى جيمس أومالي الدعوة في عريضة وقع عليها حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف شخص، والعدد في ارتفاع، خاصة أن لندن صوتت وبقوة لصالح بقاء بريطانيا تحت عباءة الاتحاد.
وتطالب العريضة عمدة لندن بالتدخل للبقاء على العاصمة البريطانية في قلب أوروبا لتعمل ضمن سوق اقتصادية واحدة.
كما حملت عريضة أخرى مطالب أكثر جموحاً، وذهبت العريضة، التي وقعها أكثر من 30 ألف شخص، لحد المطالبة بانفصال لندن عن بريطانيا واعتماد العمدة صادق خان - الذي أكد على استمرارية التبادلات الاقتصادية والاجتماعية والمفاوضات بشأن التجارة والتعامل مع العالم بأسره، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي - رئيسا لها.
الوحدة على المحك
لن يقسم التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هذا الأخير كما تؤكد كبرى الدول الأعضاء، لكنه قد يقسم المملكة المتحدة نفسها، حيث أعلنت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا سترغون أنها ترى مستقبلها ضمن الاتحاد الأوروبي، ممهدة بذلك الطريق أمام استفتاء جديد حول الاستقلال.
وفي إيرلندا الشمالية، دعا حزب الشين فين المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم استفتاء حول إيرلندا موحدة.واختارت جميع الدوائر الانتخابية في أسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث صوت 62% من الناخبين الأسكتلنديين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح البقاء في الاتحاد، بينما أيد 38% الانسحاب.
وقالت سترغون إن النتيجة “توضح أن شعب أسكتلندا ينظر إلى مستقبله باعتباره جزءا من الاتحاد الأوروبي”.
وقبل الاستفتاء الذي جرى الخميس، أعلن الحزب القومي الأسكتلندي بزعامة سترغون أنه سيكون هناك تصويت شعبي آخر في حال إجبار أسكتلندا عن الانسحاب من الاتحاد ضد رغبتها.
وفي تصويت شعبي جرى عام 2014، اختار الناخبون الأسكتلنديون البقاء كجزء من بريطانيا.
من جهته توقع الزعيم السابق للحزب القومي الأسكتلندي أليكس سالموند أن يدعو الحزب إلى استفتاء جديد على استقلال أسكتلندا عن بريطانيا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024