حذّر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أمس، من أن المملكة المتحدة لن تتمكن من العودة إلى الاتحاد الأوروبي إذا خرجت منه على أثر الاستفتاء الذي سيجرى، الخميس المقبل.
قال هاموند عند وصوله إلى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ «إنه قرار لا رجعة فيه، إذا قرروا المغادرة (الاتحاد الأوروبي) فلن تكون هناك عودة.. لن يعود بإمكان بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق إلا في شروط غير مقبولة»، مثل إلزامها بالانضمام إلى منطقة اليورو أو إلى مجال شينغن. توقع الوزير البريطاني أن تكون نتائج التصويت في «معركة الاستفتاء» بين المعسكرين «متقاربة جداً».
في السياق، علق الكاتب سايمون هيفر على استفتاء بريطانيا للبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي بأن هناك عدم ثقة متنامية بين الداعين للبقاء، وأن عدم الثقة هذه تولدت من انفصالهم شبه الكامل عن الحياة خارج أحياء لندن.
أشار الكاتب إلى أن الناس في العالم الواقعي يريدون التغيير، ويكرهون أن يقال لهم إن بريطانيا لا يمكن أن تدير شؤونها بنفسها، ويأسفون للمتشائمين الذين فقدوا الثقة في بلادهم، ويشعرون بالغضب من انفتاح حدود بلادهم لكل من هبّ ودبّ، ويمتعضون من أي قوة أجنبية تنقض محاكمهم وحكومتهم المنتخبة.
يرى الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن النخبة الحاكمة نسيت حقيقة خالدة، وهي أن الشعب البريطاني لا يحب أن يقال له افعل كذا، ولا يحبون بصفة خاصة أن يملى عليهم ما يفعلوه من قبل أولئك الذين يتعاملون معهم باستعلاء أو يستخدمون نفوذهم للسيطرة عليهم، ولا يحبون التهديدات ولا التخويف.
وصف الكاتب الاتحاد الأوروبي بالإمبراطورية، وإن كانت لم تتحقق بالغزو العسكري، التي بدت تظهر عليها علامات التفسخ منذ وقت طويل قبل أزمة اليورو الحالية وغير القابلة للحل، مشيرا إلى أن هذا مؤشر على عدم إمكانية استمرارها على هذا النحو، ورأى أن مغادرة بريطانيا الاتحاد ليست السبب في هذا التفسخ والفشل، لكن من شأن ذلك أن يسرّعه فقط.
ختم بأن الإمبراطورية الأوروبية ستفشل لأن العالم الذي تشكلت من أجله -عالم الحرب الباردة والماركسية الدولية وما قبل العولمة- لم يعد موجودا، والدول الأوروبية بحاجة إلى وسائل مختلفة لمواكبة المستقبل.