تتوالى انتصارات القضية الصحراوية على الصعيد الدبلوماسي، انتصارات عادت بفضلها هذه القضية إلى رأس قائمة اهتمامات الأمم المتحدة سيّما منذ الزيارة الأخيرة لأمينها العام السيد بان كي مون إلى الصحراء الغربية وهي زيارة أقل ما يمكن القول عنها أنها ساهمت في استفاقة المجتمع الدولي وجلب انتباه الرأي العام العالمي مجددا إلى هذه القضية التي طالما عانت ولا تزال من سياسات تعتيم ممنهجة تواطأت فيها -بكل أسف- قوى كبرى شاركت في تعميق مأساة شعب بأكمله عمرها 40 عاما.
إن المذكرة التي صادق عليها أعضاء اللجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار قبل يومين والتي تم بموجبها اعتبار جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي واعتبارها الجهة الوحيدة المخولة للكلام باسمه، هي خطوة هامة تحرزها القضية الصحراوية أجهضت المناورات المخزنية الرامية إلى صناعة سلطة وهمية موازية ثمثّل الشعب الصحراوي وتتكلم باسمه دون استشارته، على غرار ما وقع خلال الدورة العادية للجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار - التي تعرف اختصارا بلجنة الـ 24 – عندما حاول ممثل المغرب منع ممثل البوليساريو احمد بوخاري من أخذ الكلمة وإعطائها لصحراوي آخر موالي للمخزن وهو التصرّف الذي أثار حفيظة رئيس اللجنة السيد رافائيل داريو رميراز كارينو الذي اعتبر ماقام به ممثل المغرب بـ «التصرف الدبلوماسي المؤسف» قبل أن يجدد تأكيده على أن جبهة البوليساريو هي الممثل الوحيد للشعب الصحراوي.
هذه سقطة أخرى للدبلوماسية المغربية التي يبدو أنها أصبحت أبعد ما يكون عن المعمول به في التقاليد والأعراف الدبلوماسية وبات يغلب عليها الطابع الانفعالي والعاطفي وهذا ما يفسر توزيع التهم المجانية في كل الاتجاهات وخاصة في حق الجزائر التي تريد أن تجعل منها الدبلوماسية المغربية عبر أبواقها الإعلامية شماعة تعلق عليها كل إخفاقاتها، وهي تصرفات غير مسؤولة تتنافى وتطلّعات الشعبين الجزائري والمغربي إلى العمل على صيانة علاقات الأخوة والجوار التي تربطهما منذ قرون كما تتعارض مع تطلعهما إلى بناء الصرح المغاربي الذي تحلم به كل شعوب المنطقة.