فالس يدعو لوقف الاحتجاجات ضد قانون العمل
قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس الأربعاء، إن بلاده «ستتعرض للمزيد من الهجمات الإرهابية» وإن «المزيد من الأبرياء سيفقدون أرواحهم» بعد مقتل شرطي فرنسي ورفيقته الاثنين. فيما دعا فالس في سياق آخر الاتحاد العام للعمل (سي.جي.تي) الى وقف تنظيم التجمعات الحاشدة احتجاجا على إصلاح قانون العمل.
صرّح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس، قائلا، إن فرنسا تبذل قصارى جهدها لمنع وقوع هجمات إرهابية إلا أنها ستتعرض للمزيد منها. وذلك بعد يوم من مقتل شرطي فرنسي ورفيقته على يد فرنسي بايع تنظيم «الدولة الإرهابية».
قال فالس، إن المخابرات والشرطة أحبطتا 15 هجوما منذ عام 2013 ويخوضان معركة مستمرة لتعقب الأشخاص الذين سيتحوّلون إلى إرهابيين.
تابع لإذاعة فرنسا الدولية «نحن بحاجة إلى تضييق الشبكة ومنح الشرطة والمخابرات كل ما يحتاجان إليه ولكننا سنشهد المزيد من الهجمات، مضيفا «سيفقد المزيد من الأبرياء أرواحهم.»
الداخلية تقّر بالعجز
بدوره حذّر وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، من أن الخطر ما زال قائما بعد مقتل الشرطي الفرنسي وشريكته بمانيانفيل، وقال الوزير إن الخطر سيستمر لفترة طويلة في ظل وجود عناصر قد لا يكونون معروفين لدى الأجهزة الأمنية، موضحا أنه حتى وإن كانوا معلومين فإن أجهزة المراقبة لا تستطيع درء مخاطرهم.
في سياق متصّل، ذكر المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولانس أن منفذ هجوم مانيانفيل، كان تحت المراقبة الأمنية ونفذ العملية استجابة لدعوات تنظيم الدولة، وكان يخطط لاستهداف شخصيات عامة فرنسية.
يظهر ملف منفذ الهجوم أنه سجن قبل ثلاثة أعوام لمشاركته في شبكة تنظيمات مسلحة بين فرنسا وباكستان، وخضع للتحقيق مؤخرا بشأن شبكة سورية.
من جهتها، اتهمت المعارضة الحكومة بالاستخفاف بالتهديدات الأمنية، وطالبتها باتخاذ إجراءات أمنية أشّد، بينما طالب مراقبون بضرورة أن تغير فرنسا إستراتيجيتها لمواجهة المخاطر الإرهابية.
دعوة للتهدئة
في سياق آخر، حثّ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاتحاد العام للعمل (سي.جي.تي) على وقف تنظيم التجمعات الحاشدة المناهضة لإصلاح قانون العمل في باريس بعد أعمال عنف شابت المظاهرات الثلاثاء.
قال إن الحكومة لن تتراجع عن الإصلاحات العمالية المتنازع عليها غداة يوم من اشتباك شبان ملثمين مع شرطة مكافحة الشغب أثناء مسيرة في باريس، مضيفا «لا يمكن أن نصدر حظرا عاما على المظاهرات لكننا سنكون على قدر المسؤولية. وتابع «لا يمكن أن نقبل هذه المشاهد المخزية عندما تخرج الأمور عن السيطرة.»
40 جريحًا على الأقل في المظاهرات
كانت باريس شهدت، أول أمس، مواجهات عنيفة أسفرت عن جرح 40 شخصا على الأقل في صفوف الشرطة ومتظاهرين خرجوا للتعبير عن احتجاجهم ضد إصلاح قانون العمل، وعقب المظاهرات قام شخص «مقنّع» بإحراق 3 سيارات كانت فارغة لحسن الحظ وفق ما أعلنت مديرية الشرطة في باريس.
تشهد فرنسا تظاهرات وحركة احتجاجات واسعة ضد إصلاح قانون العمل منذ مارس الماضي، وغالبا ما تتخلل هذه التحركات مواجهات مع قوات الأمن التي هي أصلا في حالة جاهزية خوفا من اعتداءات إرهابية.
تعاون أمريكي فرنسي بعد هجومي أورلاندو وباريس
اتفق الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند على تعزيز التعاون بين أجهزة بلديهما في مواجهة التهديد «الإرهابي» الذي يتطور باستمرار.
قال البيت الأبيض، إن الرئيسين ناقشا هجومي باريس وفلوريدا، وأضاف «أكد الزعيمان التزامهما المشترك بتفكيك وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي والوقوف ضد آفة الإرهاب الأوسع».
أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بنظرائهم الفرنسيين للتعاون معهم في التحقيقات المتعلقة بمقتل شرطي فرنسي وزوجته على يد مسلح، الاثنين، شمال غرب باريس.
يذكر أن شابا من أصل أفغاني يدعى عمر متين (29 عاما) شن هجوما ببندقية رشاشة ومسدس على ملهى ليلي للشواذ في الساعات الأولى من الأحد الماضي وقتل 49 شخصا وجرح 53 آخرين في أورلاندو بالولايات المتحدة قبل أن تقتله الشرطة، بينما أقدم رجل يدعى أبو عبد الله لعروسي على قتل شرطي بلباس مدني وشريكته غرب باريس، أول أمس الاثنين، وتبنى تنظيم الدولة الهجومين.
بلجيكا تستنفر بعد أنباء عن توّجه دموي «داعش» لأوروبا
قال مصدر أمني، أمس، إن الشرطة البلجيكية تلقت تحذيراً ضد الإرهاب مفاده أن مجموعة من دمويي تنظيم داعش الارهابي غادروا سوريا في الآونة الأخيرة في طريقهم لأوروبا، ويعتزمون شنّ هجمات في بلجيكا وفرنسا.
كما أضاف مركز الأزمات البلجيكي المعني بتنسيق الاستجابة الأمنية أن التحذير وزع على كل قوات الشرطة في البلاد، ولكن لا توجد على الفور خطط لرفع المستوى الأمني إلى أقصى درجة. وهو المستوى الذي يعني وجود تهديد وشيك بوقوع هجوم.
نسبت صحيفة (دي.إتش) إلى بيان التحذير الصادر عن خلية مكافحة الإرهاب البلجيكية قوله إن الجماعة «غادرت سوريا قبل نحو أسبوع ونصف كي تصل إلى أوروبا عبر تركيا واليونان بالقوارب من دون جوازات سفر». ولكن لم يتضمن البيان موعد مغادرتهم تحديدا.