أعلنت الحكومة الفرنسية أمس، حالة «كارثة طبيعية» في 782 بلدية جراء الفيضانات التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية والتي خلّفت خسائر مادية كبيرة.
ويبدو أن معاناة الحكومة الفرنسية لا تتوقف عند مواجهة ما خلفته الكارثة الطبيعية من خسائر، بل تتعداها إلى مواجهة المأزق الكبير الذي تثيره الاضرابات التي تهزّ أكثر من قطاع احتجاجا على إصلاح قانون العمل.
وفي هذا الإطار، وعشية انطلاق مباريات كأس الأمم الأوروبية 2016 لكرة القدم غدا الجمعة، ووسط مخاوف من حدوث اعتداءات، تسعى الحكومة الاشتراكية في فرنسا إلى تهدئة النزاعات الاجتماعية وطمأنة المشاركين في العرس الكروي والسياح.
وقد لاحت في الافق بوادر أمل باحتمال إنهاء الإضراب في قطاع السكك الحديدية.
ومعلوم أن الخارجية البريطانية قالت الثلاثاء إنه «خلال مباريات كأس أمم أوروبا 2016 يمكن أن تشكل الملاعب ومناطق المشجعين وأماكن نقل وقائع المباريات ووسائل النقل العامة أهدافا محتملة لاعتداءات إرهابية».
وبعد تحذير مماثل من الولايات المتحدة، يعكس البيان البريطاني الجديد أجواء التوتر التي تهيمن على هذه الفعاليات التي تبدأ غدا.
ونادرا ما واجه بلد مضيف لمباريات دولية كبرى، هذا الحدث بمثل هذه الدرجة من التوتر.
وتساءلت صحيفة «لوباريزيان/أوجوردوي إن فرانس» في عنوانها الرئيسي الاثنين «هل سنتمكن من الترفيه عن أنفسنا في نهاية المطاف؟».
ومن إضراب عمال السكك الحديدية منذ أكثر من أسبوع إلى إعلان طياري شركة إير فرانس عن إضراب في نهاية الأسبوع المقبل، لا يزال الوضع الاجتماعي في البلاد يعيش على وقع المطالب الاجتماعية التي ترافقها احتجاجات مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ضد مشروع تعديل قانون العمل الذي سيكون محور تظاهرة وطنية يوم 14 جوان.
حشد 90 ألف شخص لتأمين الفعاليات
على الصعيد الأمني، حذر الرئيس فرانسوا هولاند الأحد، من أن «التهديد» الإرهابي «قائم للأسف ولفترة ستكون طويلة»، مبررا بذلك حشد تسعين ألف شخص «لضمان أمن» المباريات.
ودعا رئيس الدولة أيضا إلى وقف الإضرابات التي يثير استمرارها قلق السلطة وأعضاء البرلمان والمجالس البلدية وخصوصا العاملين في قطاع السياحة، بينما ينتظر وصول عشرات الآلاف من المشجعين إلى البلاد.
وبحسب المنظمين بيعت 1,5 مليون تذكرة (من 2,5 مليون) لأجانب. وتتوقع السلطات الفرنسية أن يواكب هذه التظاهرة الكروية القارية أكثر من ثمانية ملايين متفرج بينهم مليونا أجنبي.
وقال الرئيس فرانسوا هولاند «يأتي وقت يتعين فيه أن نعرف كيف نوقف إضرابا» في السكك الحديد مستعيدا عبارة شهيرة في فرنسا استخدمها القيادي الشيوعي الشهير موريس توريز في 1936.
لكن الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) ردت عليه مذكرة بنهاية الجملة ذاتها لموريس توريز «حين تتحقق المطالب» منددة بـ «رفض الحوار» من قبل الحكومة.
ودخل الإضراب في السكك الحديدية يومه السابع وهو إضراب مفتوح حول مطالب تتعلق أساسا بمدة العمل.
والإضراب أثّر بقوة على النقل الحديدي الداخلي، وفي حال استمر أثناء كأس أمم أوروبا فإنه سيعقد حركة نقل المشجعين.