تركزت مناقشات قادة العالم، أمس، في القمة حول الأمن النووي المنعقدة في واشنطن على تنظيم «الدولة الإسلامية» الدموي، ومدى حقيقة التهديد الإرهابي الذي يمكن أن يشكله على هذا الصعيد، بعدما ركزت في يومها الأول، الخميس، على كوريا الشمالية.
فبعد أن ركزت في يومها الأول الخميس على كوريا الشمالية، بحثت أعمال قمة الأمن النووي في واشنطن، أمس، في يومها الثاني والأخير فرضية سيناريو «اعتداء إرهابي نووي» لتنظيم «الدولة الإرهابية».
بات البيت الأبيض بعد اعتداءات بروكسل وباريس قلقا بشأن قدرة الأوروبيين على التصدي لمخاطر وقوع هجمات في مدنهم الكبرى.
يبقى خطر وقوع اعتداء بواسطة «قنبلة قذرة» ماثلا في أذهان الجميع، حيث يخشى أن ينجح ارهابيون في حيازة مواد نووية يستخدمونها لتنفيذ تفجير غير نووي بواسطة قنبلة تبث جسيمات مشعة.
ما عزز المخاوف من هذا النوع من الاعتداءات العثور على حوالى عشر ساعات من المراقبة عبر الفيديو لمسؤول نووي بلجيكي في حوزة عناصر من تنظيم «داعش» الارهابي.
لكن مناقشات قادة العالم خلال القمة لم تقتصر على المخاطر النووية، فقد شدّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس، على ضرورة تعزيز التعاون بهدف «رصد الاعتداءات المحتملة وقطع التمويل» عن الدمويين .
هذا وقد بدأت قمة الأمن النووي الرابعة أعمالها في واشنطن، أمس الأول، بمشاركة أكثر من خمسين زعيما، بينهم رؤساء الولايات المتحدة والصين والهند وفرنسا واليابان وتركيا، بينما غابت روسيا بسبب خلافات على صياغة جدول الأعمال.
ناقشت قبل ختامها، أمس، الذي حفل بنشاط كبير، عدة قضايا في مقدمتها الحدَّ من انتشار المواد النووية أو تهريبها، ومنع وصول أي مواد أو تكنولوجيا نووية لتنظيمات «إرهابية» .
شدّد البيان الختامي على ضرورة الالتزام بأمن المواد النووية ومنع الانتشار النووي، مع الاتفاق على خطة عمل في هذا الشأن، إضافة إلى التصديق على معاهدة ترجع إلى عام 1987 وتتعلق بالحماية المباشرة للمواد النووية.
حول غياب روسيا عن القمة بسبب خلافات بشأن جدول الأعمال، قال مراقبون، إنه غياب مهم ويثير تساؤلات عن مدى نجاعة القمة خصوصا أنها تمتلك مع الولايات المتحدة أكثر من 90 % من المواد النووية بالعالم، لكنهم أضافوا أن البلدين سيواصلان التعاون لحماية المواد.
النووية والحوار بشأن الأسلحة النووية عموما.
إعادة الاستقرار لبؤر التوتر
بالمناسبة، أكد الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند، ونظيره الأمريكي باراك أوباما، عزمهما تعزيز التعاون، لمكافحة تنظيم ما يسمى بتنظيم الدولة الارهابية (داعش)، واستعادة الاستقرار السياسي في العراق وسوريا وليبيا.
قال هولاند في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الامريكي «أجرينا المزيد من التنسيق في التعاون الاستخباراتي، وتعقب المقاتلين الأجانب. أن التنسيق بين البلدين عالي المستوى»، مشيرا الى تراجع داعش بفضل الغارات الدولية للتحالف الدولي بقيادة الولايات.
فيما يتعلق بالشأن السوري، قال الرئيس الفرنسي «نحن على يقين أن داعش يخسر»، وفي الشأن العراقي قال إن «الجهود الدولية تهدف إلى تمكين الحكومة العراقية من استعادة كل أراضيها، وبخصوص الوضع في ليبيا، دعا الرئيس الفرنسي إلى الاعتراف «الكامل» بحكومة الوفاق الوطني التي تشكلت تحت رعاية الأمم المتحدة، وإلى بذل كافة الجهود لتكون الأولوية لتحقيق الاستقرار».
من جانبه قال أوباما «نحن ملتزمون تماما بتدمير داعش»، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد «اتخاذ قرارات استراتيجية، للحد من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وتركيعه».
كما شدّد الرئيس الأمريكي على ضرورة مساندة حكومة الوفاق الليبية، «حتى لا تتحول ليبيا إلى قاعدة مستقبلية لتنظيم داعش» الدموي .