أعلنت باكستان الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وقررت إغلاق المدارس والأسواق في المدينة طوال اليوم، وهذا عقب التفجير الارهابي الذي استهدف الاحد منتزه عام بمدينة (لاهور) في إقليم البنجاب وأدى الى مقتل 72 شخصا بينهم 29 طفلا وإصابة العشرات.
منحت الحكومة الباكستانية الضوء الأخضر للجيش للبدء في حملة أمنية واسعة ضد الجماعات الارهابية والمحظورة خاصة في إقليم البنجاب.
وتهدف الحملة للقضاء على ملاذات الجماعات الإرهابية والمتعاطفين معها.
وأشارت ذات المصادر إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تراس اجتماعا ضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين والمستشارين الأمنيين لاستعراض الوضع الأمني الحالي في المدينة، حيث أكد الاجتماع على اتخاذ عدة قرارات هامة فورية للتعامل مع الوضع الراهن.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني عاصم باجوا «سنبذل قصارى جهودنا لإلقاء القبض على هؤلاء المسؤولين عن التفجير وتقديمهم للعدالة».
وكانت «حركة الأحرار» وهي فصيل منشق عن حركة «طالبان» باكستان قد تبنت الهجوم، وقالت إنه استهدف الأقلية المسيحية التي كانت تحيي عيد الفصح، وتوعد المتحدث باسم الحركة إحسان الله إحسان بالمزيد من الهجمات ضد الحكومة ورئيسها نواز شريف وفي معقل الحزب الحاكم في إقليم البنجاب.
وتحقق السلطات الباكستانية في ملابسات الهجوم بعد العثور على رأس مفصول يعتقد أنه لمنفذ الهجوم وهويته الشخصية، وينتمي المشتبه به إلى جنوب إقليم البنجاب الذي حذرت تقارير أمنية سابقة من أنه بات ملاذاً لعناصر الجماعات الارهابية والمحظورة الذين فروا من عمليات الجيش الباكستاني في الحزام القبلي.
إدانة محلية ودولية واسعة
أجمعت المجموعة الدولية على استنكارها للمذبحة التي ارتكبها الدمويون في لاهور، حيث أدانت الجزائر «بشدة» الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف أشخاصا أبرياء كانوا يحتفلون بعيد ديني، يؤكد ضرورة تنسيق جهود المجتمع الدولي وتفضيل التعاون من أجل مكافحة بشكل فعال هذه الشرذمة التي تزرع الرعب والأسى عبر العالم».
كما أعربت الجزائر عن «تضامنها الكامل مع باكستان شعبا وحكومة وقدمت لعائلات الضحايا أخلص التعازي والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى»، مجددة «أكثر من أي وقت مضى» رفضها للإرهاب و»استعدادها» لمواصلة تعاونها على المستوى العالمي من أجل القضاء على هذه الآفة.
وندد رئيس الوزراء نواز شريف بالاعتداء وتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الهندي نارندرا مودي عبر فيه عن تعاطفه مع الضحايا.
كذلك، سارعت الولايات المتحدة إلى التنديد بهجوم «جبان» في لاهور.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس في بيان صادر عن البيت الأبيض أن «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجوم المروع الذي وقع اليوم في لاهور في باكستان».
وأعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء الأحد عن «تضامن فرنسا» مع باكستان بعد الاعتداء الانتحاري، مذكرا بـ»رغبته الصارمة» في «مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان».
وقد تراجعت مستويات العنف عموما في باكستان منذ أن بدأ الجيش هجوما واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة الارهابي في المناطق الحدودية مع أفغانستان بشمال غرب البلاد عام 2014.
والسنة الماضية شهدت أدنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الأمن منذ العام 2007 حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل.
لكن الإرهابيين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والأخر.
وانفجار الأحد في لاهور يعتبر الأكثر دموية في باكستان. وكان انتحاريا فجر نفسه على أبرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعا 55 قتيلا في هجوم تبناه فصيل جماعة الأحرار من حركة طالبان في نوفمبر 2014.
وفي السنوات الماضية تعرضت كنائس لهجمات في لاهور، معقل رئيس الوزراء نواز شريف في إقليم البنجاب.
ويبلغ عدد سكان باكستان 200 مليون نسمة.