تخللت هدنة وقف اطلاق النار بسوريا التي دخلت هذا الثلاثاء يومها الرابع خروقات محدودة لا تعد بـ “الانتهاك الواسع”، إلا أنها قد تشكل عائقا لعمليات إغاثة المحتاجين والمحاصرين على النحو المطالب به من داخل سوريا ومن المجموعة الدولية.
كما تبعث هذه “الخروقات” على مخاوف في الاوساط الدولية فيما يتعلق بمصير الحوار السياسي المنتظر الانطلاق فيه في مارس القادم بجنيف خاصة في ظل اعلان ما يسمى بـ “المعارضة المسلحة السورية”، انها لا تنوي اتخاذ قرار المشاركة في المحادثات قبل “الاطلاع” على نتائج التهدئة.
اتهامات متبادلة بشأن انتهاكات الاتفاق
ففي ظل صمود الاتفاق تبادل كل من النظام السوري و ما يسمى بـ«المعارضة المسلحة” بالبلاد وكذا روسيا الاتهامات بانتهاك الهدنة التي يعول عليها في وصول المساعدات الانسانية الى المحاصرين والمتضررين من الأزمة التي تمزق البلاد منذ خمس سنوات.
تشكل هذه الفرصة لكل الأطراف المعنية بالاتفاق فرصة “للتفاؤل” خاصة في ظل التقارب والاتفاق الروسي-الامريكي على التعاون من أجل ضمان هذا التقدم في سبيل حل الازمة سياسيا.
وهو ما يتطلع له الشعب السوري الذي ما فتئ يحصي قتلاه الذين تعدوا عتبة الـ 250 ألف ضحية منذ مارس 2011، وفقا لاحصاءات حقوقية، وشرد ما لايقل عن 7.6 مليون شخص داخل وخارج سوريا.
ألقت موسكو اللوم في خرق الهدنة على “عصابات مسلحة”، من جهتها، اتهمت ما تسمى بـ “المعارضة السورية، الجيش النظامي السوري بتجديد القصف على عده مناطق سورية. كما تحدثت عن غارات للطيران الروسي.
بدوره إتهم القائد العام للجيش السوري فصائل “المعارضة المسلحة” في المناطق المجاورة لجوبر ودوما في ضواحي دمشق باطلاق قذائف هاون على المدينة بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
حذرت الحكومة من عواقب هذه الهجمات وحثت الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق على ممارسة الضغط على المسلحين حتى يحترمون اتفاق الهدنة.
التزام روسي-أمريكي بحماية الهدنة
أوجد التعاون القائم حاليا بين واشنطن وموسكو واتفاقهما على المضي قدما بالهدنة عبر تتبع الوضع والرصد واتخاذ تدابير لانجاحها وضعا مغايرا لما كانت عليه الحال منذ وقت قصير مع مواقف كل طرف من الآخر بشأن التدخل العسكري لكلاهما لمحاربة “الارهاب في سويا”.
فبالنسبة للمبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، فإن “الأهم هي الوقائع وليست الادعاءات وسوف نقوم بالمراقبة والرصد، والأهم من كل ذلك هو واشنطن وموسكو حيث تحاولان تطويق أي حوادث خرق لوقف الاعمال العدائية”.
«داعش» يقتل 2000 مدني خلال عام ونصف
قال المرصد السوري لحقوق الانسان أن أكثر من ألفي مدني قتلوا على يد التنظيم الارهابي الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الاسلامية “داعش” خلال 20 شهرا في سوريا.
وأوضح المرصد، أن عدد الأشخاص الذين قتلهم التنظيم “ارتفع إلى 3 آلاف و967 شخصا من المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر داعش أنفسهم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، خلال الفترة الممتدة من 29 جوان 2014 إلى اليوم”.
وأشار الى أن من بين هؤلاء 78 طفلا و121 إمرأة، قتلهم التنظيم الارهابي “رميا بالرصاص أو بالقتل بأساليب أخرى في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة.