توقف القتال على ما يبدو في معظم مناطق غرب وشمال سوريا، بعد بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية بموجب خطة أمريكية -روسية قبلتها أطراف الصراع الدائر، منذ خمس سنوات، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها أفضل بارقة أمل في السلام.
تقضي الخطة الأمريكية- الروسية التي قبلتها حكومة دمشق والكثير من الاطراف المعارضة بأن يتوقف القتال حتى يتسنى وصول المساعدات للمدنيين وبدء المحادثات لإنهاء الازمة الدموية التي خلّفت مصرع أكثر من 250 ألف شخص وشرّدت 11 مليونا.
والهدنة تتويج لمساعٍ دبلوماسية جديدة سلطت الضوء على ساحة القتال التي تغيرت بشدة بعد أن انضمت روسيا للحرب في سبتمبر الماضي بضربات جوية تهدف إلى دحر الارهاب. والاتفاق هو الأول من نوعه منذ أربعة أعوام وإذا صمد فسيكون أنجح هدنة في هذه الازمة حتى الآن.
وبالمناسبة توقع ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا، انتهاكات للاتفاق من حين لآخر، لكنه دعا الأطراف لضبط النفس وتفادي التصعيد.
ولا تشمل الهدنة تنظيمي “داعش” و«جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي للإرهاب.
وخلال الايام الثلاثة الماضية، أعلنت دمشق ونحو مئة فصيل مقاتل فضلا عن وحدات حماية الشعب الكردية أنها ستلتزم الاتفاق.
طائرات بدون طيّار تراقب وقف القتال
من ناحية ثانية، كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن 70 طائرة بدون طيار تقوم بمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، وبالموازاة علّق سلاح الجو الروسي الضربات في “المنطقة الخضراء” ما يسمح بالتركيز على إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المشمولة بالهدنة.
وتتولى الولايات المتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأمم المتحدة في جنيف، وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام.
وقد تبنى مجلس الأمن الدولي قبل ساعة واحدة من دخول الهدنة ووقف العمليات القتالية حيز التنفيذ، قرارا يصادق على الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن وقف الأعمال العدائية في سوريا، ويطالب جميع الأطراف المعنية بتنفيذه.
لا بديل عن التسوية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التسوية السلمية للنزاع في سوريا ستكون “صعبة” ودعا واشنطن لتفهم ضرورة استمرار العمليات الروسية ضد “المجموعات الإرهابية”.
وأضاف بوتين خلال اجتماع مع قادة أجهزة الاستخبارات الروسية “نفهم وندرك تماما أنها ستكون عملية صعبة بل حتى متناقضة ربما، لكن لا بديل عن السير في اتجاه تسوية سلمية”، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار يهدف إلى “الدفع في اتجاه تسوية سياسية للنزاع وتوفير الظروف من أجل أن تبدأ مثل هذه الآلية”.
وأكد الرئيس الروسي عزمه على مواصلة ضرب تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، و«منظمات إرهابية أخرى.. بلا هوادة”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن الأيام القادمة ستكون “حاسمة” بالنسبة لسوريا محذرا من أن العالم سيراقب بانتباه احترام وقف إطلاق النار.