يشارك، اليوم، في الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تحتضنها ولاية الداخلة، أكثر من عشرين وفدا من مختلف بقاع العالم، تعبيرا عن تضامنهم مع كفاح الشعب الصحراوي العادل.
يتقدم الشخصيات المشاركة في هذا الحدث التاريخي: وزير المجاهدين الجزائري السيد الطيب زيتوني، إضافة الى وفود سياسية وحزبية ومنظمات على رأسها الاتحاد الإفريقي، الجزائر، موريتانيا، ناميبيا، أنغولا، زامبيا، موزمبيق، جنوب إفريقيا، زيمبابوي، كينيا، المكسيك، فنزويلا، كوبا، الغابون، ألمانيا، سويسرا، بريطانيا، السويد، فنلندا، الدانمرك، المجر، النمسا، فرنسا، إسبانيا وإيطاليا، وسيكون للمشاركين لقاءات مع المسؤولين الصحراويين وزيارات ميدانية لمؤسسات الدولة الصحراوية.
يقود وفد مفوضية الاتحاد الإفريقي مفوض الشؤون الاجتماعية، الدكتور مصطفى صديقي كالوكو المقرر أن يُلقي خطابا تضامنيا نيابة عن رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما، خلال الاحتفال الرسمي المقرر اقامته اليوم، في ولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
يرافق السيد كولوكو وفد هام يضم أحد مستشاري رئيسة المفوضية والناطق الرسمي باسمها والمكلفة بقسم السياسة بنفس المكتب، الى جانب وفد آخر عن برلمان عموم إفريقيا يقوده السيد روجرنوكودودانغ رئيس البرلمان الافريقي و نائبته السيدة اسويلمة بيروك.
جاء في البيان المذكور ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تُعرف أيضا باسم الصحراء الغربية، تعتبر آخر مستعمرة إفريقية ترزح تحت الاحتلال المغربي منذ عام 1975، حيث يعيش معظم الصحراويين في المنفى في مخيمات للاجئين منذ أربعين عاما، إلا أن الجمهورية الصحراوية تسيطر رغم ذلك على الثلث الشرقي من البلاد.
وكان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي قد أكدوا خلال القمة العادية الـ 26 للاتحاد دعوتهم للأمم المتحدة لتحديد موعد لتنظيم استفتاء لتقرير المصير لصالح شعب الصحراء الغربية.
من ناحية ثانية، أكد اللاجئون الصحراويون، أول أمس، بأن “جميع آمالهم و آمال الشعب الصحراوي معلقة على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون” إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين داعين المجتمع الدولي إلى نقل مسألة الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب نحو “آفاق جديدة”.
في هذا الصدد، أوضح عزيز شاب صحراوي، عضو في الوفد الصحراوي جاء إلى السمارة لتمثيل سكان الأراضي المحتلة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 40 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إننا “نتطلع إلى آفاق جديدة تخص قضيتنا الوطنية، كما نأمل ان ننعم باستقلالنا”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “ممارسة مزيد من الضغوط على المغرب من أجل العودة إلى الشرعية الدولية و المضي نحو تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي”.
سياسيون وجامعيون إسبانيون يدعون لتطبيق الشرعية
أوصى المشاركون في لقاء نظم، الخميس، بمعهد العلوم السياسية بجامعة مدريد منظمة الأمم المتحدة بتنفيذ الشرعية الدولية في مسألة الصحراء الغربية المحتلة.
أكد المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي بادرت بتنظيمه الجمعية الاسبانية للدراسات المعاصرة أنه “على منظمة الأمم المتحدة وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة و تمكين الشعب الصحراوي من استرجاع حقوقه المنتهكة منذ بداية الاستعمار المغربي”.
طالبوا من جهة أخرى، بمتابعات قضائية ضد الأطراف المغربية المتورطة في مختلف الجرائم (اغتيالات، اختطافات، اغتصابات ...) المرتكبة ضد الصحراويين، منددين بالتلاعبات الدبلوماسية التي يلجأ إليها المغرب لتغليط مختلف المنظمات العالمية والرأي العام الدولي.
بخصوص هذه النقطة دعا المشاركون إلى تعبئة المنظمات غير الحكومية و الجمعيات وكذا الأسر الجامعية و الأحزاب السياسية لوضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي التي تدوم منذ أربعين سنة.
وشكرت سفيرة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في اسبانيا، السيدة خيرة بولاحي، المشاركين واعتبرت أن هذا اللقاء، الذي تزامن مع إحياء الذكرى الأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، شكل وقفة تضامنية قوية بين الشعبين الاسباني والصحراوي.
من جهته، ذكر سفير الجزائر بإسبانيا، السيد محمد حناش، الذي حضر اللقاء بموقف الجزائر الثابت و المتمثل في تسوية سياسية عادلة ودائمة تسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي من خلال تنظيم استفتاء وفق ما تتضمنه لوائح الأمم المتحدة.
وأكد السيد حناش أن الجزائر ستساند كل الجهود الرامية إلى مباشرة مفاوضات جدية تسمح بتسوية سلمية لهذه المسألة في ظل احترام الشرعية الدولية.
شركة “ليفوسا” الليتوانية تصفع الاحتلال
وفي خضم احتفالات الصحراويين بّذكرى تأسيس جمهوريتهم، تلقّى الاحتلال المغربي صفعة قويّة من شركة “ليفوسا” الليتوانية الرائدة في إنتاج الأسمدة المعدنية التي قرّرت وقف استيراد الفوسفات من الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي.
و بالمناسبة، أعبرت الهيئة الصحراوية للبترول والمعادن عن ارتياحها للقرار الصائب الذي أعلنت عنه شركة “ليفوسا”، وأبرز رئيس الهيئة الدكتور غالي الزبير في بيان إخباري، أن قرار الشركة الليتوانية التي تمثل أحد أكبر مستوردي الفوسفات الصحراوي، يعبر عن تحول هام في وعي الشركات العالمية بالعواقب القانونية للتورط في أنشطة اقتصادية غير شرعية وغير أخلاقية في منطقة تخضع للاحتلال على ضوء قرار محكمة العدل الأوروبية والرأي القانوني للاتحاد الإفريقي والرأي الاستشاري للمستشار القانوني للأمم المتحدة، والتي تجمع كلها على أن الاستثمار في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وإطالة لمعاناة الصحراويين الذين يواجهون احتلالا غير شرعيا لبلدهم منذ ما يزيد على أربعين سنة”.
ودعا البيان الشركات الأجنبية التي لازالت تمارس أنشطة اقتصادية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، إلى الانصياع لمقتضيات القانون الدولي المتعلقة بالأقاليم التي لازالت لم تتم فيها تصفية الاستعمار كما هو الحال في الصحراء الغربية.