رحبت جبهة “البوليساريو” بموقف الاتحاد الإفريقي المعبرعنه في قمته الأخيرة، والذي طالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي مع ضمان حماية سلامة ووحدة أراضي الصحراء الغربية وحماية حقوق الإنسان فيها ووقف نهب ثرواتها الطبيعية.
حيا المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو في اجتماعه أمس الأول “موقف الاتحاد الإفريقي المنسجم مع كونه إلى جانب الأمم المتحدة الضامن لخطةالسلام لسنة 1991 في الصحراء الغربية، والذي طالب الجمعية العامة بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير وأدان عراقيل دولة الاحتلال المغربي للجهود الدولية لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة ولجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي”.
من جانب أخر، أعرب المكتب عن ترحيبه بقرار الاتحاد الافريقي المطالب لكل الأعضاء والهيئات والمؤسسات الإفريقية والدولية، بمقاطعة طبعة المنتدى الذي تزمع دولة الاحتلال ومنظمة كرانس مونتانا تنظيمه بمدينة الداخلة المحتلة باعتبار ذلك انتهاكا للقانون الدولي لأن العالم لا يعترف بأية سيادة مغربية عليها.
كما اعتبر المكتب الدائم للأمانة الوطنية للبوليزاريو، “القفزات الصبيانية والتهور وشراء الوقت والهروب إلى الأمام، على غرار زيارة ملك المغرب للأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، سوف لن تفيد الاحتلال الذي يسبح عكس التيار والشرعية الدولية”.
المغرب قوة احتلال
هذا وقد أعلنت اللجنة السويدية لدعم المرأة الصحراوية مقاطعتها لمنتدى “كرانس مونتانا” المقررعقد دورته السنوية بمدينة الداخلة المحتلة شهر مارس القادم باعتبار أن ذلك مخالف لحقوق ومصالح الشعب الصحراوي ولمبادئ لقانون الدولي ذات الصلة التي تنطبق على الصحراء الغربية باعتبارها إقليما خاضعا لتصفية الاستعمار.
وأبرزت اللجنة، أن المغرب بوصفه قوة احتلال، ليس له الحق على الإطلاق في التعامل مع طرف ثالث بشأن الصحراء الغربية الخاضعة لتصفية الاستعمار.
وبعد أن دعت إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير باتجاه منتدى كرانس مونتانا وشركائه والجهات الراعية له لحثهم على الامتناع عن عقد دورته لعام 2016 بمدينة الداخلة المحتلة، طالبت اللجنة السويدية بضرورة حث المنظمات والمؤسسات التي تنوي المشاركة في هذا المنتدى ايضا على الامتناع عن ذلك.
للإشارة، فإن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمات عالمية قد أصدرت قرارات وبيانات سنة 2015 تعلن فيها مقاطعتها لتظاهرة تنظم تحت الاحتلال وفي بلد لا يعترف المجتمع الدولي بأية سيادة للمغرب عليه.
وتسعى السلطات المغربية إلى التحايل على الرأي العام الدولي من خلال تنظيم بعض التظاهرات في الأراضي الصحراوية المحتلة سعيا منها إلى صرف النظر عن معاناة الشعب الصحراوي الذي يعاني القمع والتضييق والحصار الأمني والإعلامي.
تصريحات تؤجج التوتر
استنكرت لجنة العمل والتفكير حول مستقبل الصحراء الغربية (كاراسو - بالفرنسية-) بشدة تصريحات للرئيس الفرنسي السابق رئيس حزب الجمهوريين، نيكولا ساركوزى، بشان النزاع بالصحراء الغربية، محذرة من أنها قد تؤدي الى تأجيج حدة التوتر في المنطقة ولا يمكنها بأي حال من الاحوال المساعدة في إيجاد حل لهذا النزاع الذي مرت عليه أكثر من أربعين سنة.
وقال رئيس منظمة كاراسو الموجود مقرها في باريس، الناجم سيدي، في رسالة استنكار بعث بها الى ساركوزي على خلفية تصريحات أدلى بها وعبر فيهابغير وجه حق وعدل، عن “دعمه للمغرب” بشأن النزاع بالصحراء الغربية، أن هذه”التصريحات تنم عن انحياز فج وعدول غير مقنع وغير مبرر عن خط الشرعية الأممية”.
وأضاف الناجم سيدي ان موقف فرنسا، التي تعد شريكا استراتيجيا لبلدان المنطقة المغاربية “ينبغي أن يكون أكثر توازنا وان تساهم فرنسا إسهامات أساسية في حل هذا النزاع وفقا لقرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة من خلال تشجيع الحوار بين جبهة البوليساريو والمغرب والرجوع إلى الشرعية الدولية ومنح شعب الصحراء الغربية حق تقرير مصيره بإجراء استفتاء حر ونزيه”.
وجاءت تصريحات ساركوزي خلال محاضرة ألقاها مؤخرا بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.