مازالت مساعي المجتمع الدولي الهادفة لتسوية الملف السوري قائمة بالطرق السلمية ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السورية المتصارعة، فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي جون كيري في موسكو أن المحادثات بشأن سوريا ستجرى في نيويورك غدا الجمعة.
فقد اجتمع الطرفان الأمريكي والروسي بعد سلسلة محادثات، وقد عبر بوتين عن سعادته بلقاء كيري بعد أن أبلغه لافروف بالتفاصيل عن المقترحات الأمريكية والتحدث عن جميع القضايا قائلا أن روسيا والولايات المتحدة تحلان أكثر الأزمات حدة، كما أعرب كيري عن شكره لبوتين عن حسن الضيافة مثنيا على مجهودات لافروف في المناقشات السابقة لاسيما المتعلقة بالملف السوري، وجاءت زيارة كيري لروسيا لتخفيف حدة الخلافات بين البلدين بخصوص بعض القضايا.
ومن بين الخلافات بينهما أن روسيا تعتبر نظام بشار الأسد شرعي ويجب التعامل معه على هذا الأساس ودعمه في محاربة الارهاب بالتنسيق معه أما الولايات المتحدة الأمريكية فترى عدم شرعية نظام الأسد وتدعم ما تسميه المعارضة المعتدلة وهناك نقاط خلاف أخرى يمكن أن تحل في أجتماع الغد بنيويورك ويمكن أن تكون هناك اتفاقات سرية لا يمكن البوح بها في الوقت الراهن.
وكانت المعارضة السورية قد نظمت لقاءين أحدهما عقد بالرياض وضم ما يصل إلى 25 عضوا ومؤتمر موازي لمعارضة الداخل ضم 22 ممثلا لها تمثل 17 تيارا وقد قدمت معارضة الداخل لمكتب المبعوث الأممي في سوريا ستيفان دي ميستورا قائمة لممثليها في المفاوضات المرتقبة مع الوفد الحكومي.
مكتب المبعوث الأممي سيختار 10 أشخاص من القائمة
والأكيد في القضية السورية أن التدخل الخارجي أطال عمر الأزمة وأصبحت الجغرافيا السورية معرضا لإجراء فعاليات مختلف الأسلحة على السوريين وممتلكاتهم وبناهم التحتية فهناك تحالف دولي بقيادة أمريكية فيه فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول عربية لمحاربة الإرهاب دون تنسيق مع الجيش السوري أوالقيادة السورية وهناك التدخل الروسي الذي وجه غارات قاسية على تنظيم داعش والمسلحين عموما وقد لاقت انتقادات من الغرب مفادها أن القوات الروسية ضربت المعارضة المعتدلة.
ولم تكن هذه التدخلات كافية لأن النظام السوري بقي قائما فظهر ما يسمى بالتحالف الإسلامي العالمي لمواجهة الإرهاب ومركز عمليات مشترك مقره بالرياض حسبما أعلنت عنه السعودية ويضم 34 دولة إلى غاية الآن.
للتنسيقِ بين الدولِ الأعضاء وقيادةِ العملياتِ المشتركة فقد قال وزيرُ الخارجيةِ السعودي عادل الجبير إن التحالفَ لا يحملُ بُعدًا مذهبيا... ولكنه يهدفُ إلى تبادلِ المعلوماتِ حول مكافحةِ الإرهاب وإرسالِ قواتٍ إذا لزم الأمر.. لكن وليَ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أوضح أكثر هذا الأمر عندما قال إنه لن يتم إرسال قوات الى سوريا والعراق دون التنسيقِ مع هذه الدول.. لكن سوريا والعراق وأيضا أفغانستان غائبةٌ عن التحالف .. وإيران أيضا هي أكبر الغائبين من دول المنطقة.