أطلقت وزارة الخارجية العراقية، الخميس، سلسلة اتصالات مع المجتمع الدولي لاستصدار قرار أممي يدين الانتهاك التركي للأراضي العراقية. وكانت السلطات العراقية قد أمهلت تركيا 48 ساعة لسحب قواتها من الأراضي العراقية، معتبرة ذلك انتهاكا لسيادتها. وفي سياق متصل، هددت مجموعة مسلحة شيعية تركيا إن لم تسحب قواتها من العراق.
بدأ العراق، الخميس، سلسلة اتصالات مع المجتمع الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين «الانتهاك التركي للسيادة العراقية»، على خلفية قيام تركيا بنشر مئات الجنود والدبابات في محافظة شمال العراق. كما توعدت مجموعة شيعية تعرف بـ «فرق الموت» تركيا بضرب مصالحها، إن لم تسحب قواتها من أراضي العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد جمال، إن «الوزارة باشرت الاتصال بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الدول الصديقة لتدارس اتخاذ موقف دولي تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية وحشد الدعم الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك».
وتضمن تصريح لجمال، نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، أن الخارجية «تقدمت بطلب إلى الجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات هذا الانتهاك واتخاذ موقف عربي تجاهه».
وأمهلت السلطات العراقية القوات التركية 48 ساعة للانسحاب من الأراضي العراقية، لكن أنقرة لم تنسحب رغم انتهاء المهلة، أمس الأول. وجاء الرد التركي بالرفض، مبيّنا أن التواجد التركي بالعراق كان منذ سنة وبعلم السلطات العراقية ولم يكن وليد اليوم.
«فرق الموت» تتوعد
من جهة أخرى، هددت مجموعة شيعية مسلحة تطلق على نفسها إسم «فرق الموت»، بضرب المصالح التركية في العراق إذا لم تسحب أنقرة قواتها من الأراضي العراقية، كما ورد في تسجيل تم بثه، أمس الأول، على مواقع التواصل الاجتماعي. و»فرق الموت» هي المجموعة نفسها التي قامت بخطف عمال أتراك في بغداد، مطلع سبتمبر الماضي، وأفرجت عنهم لاحقا.
وقالت المجموعة في بيان، تلاه شخص ملثم باللغة التركية، ويقف خلفه ستة أشخاص ملثمون ويحملون أسلحة، إن «التوغل التركي في شمال العراق، ما هو إلاّ احتلال للأرضي العراقية وعلى «الطائش» أوردغان سحب جنوده. وأضاف البيان، «أنه (أردوغان) يعلم قبل غيره، بأن ردّنا سيكون قاسيا على قواته المحتلة للأرضي العراقية، وليسأل «أسياده» الأمريكان عن وقع ضرباتنا وبطش رجالنا بالمحتلين».
وكانت تركيا دعت في بيان لوزارة الخارجية، الأربعاء، رعاياها الموجودين في العراق إلى مغادرته، باستثناء بعض المحافظات في إقليم كردستان، مشيرة إلى مخاطر أمنية.
انسحاب قسم من القوات التركية من بعشيقة
أفادت وكالة الأناضول التركية، بأن قسما من قواتها المنتشرة، منذ أسبوعين بمئات الجنود والدبابات في شمال العراق قرب محافظة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، منذ السنة الماضية، انسحبت واتجهت شمالا ضمن ترتيبات جديدة.