يعود الملك المغربي في زيارة أخرى للمناطق المحتلة مرفوقا بعدد من الخونة في يوم النكبة السوداء ليجدد العهد مع أساليب والده في حب الجشع والتوسع تزامنا مع الذكرى الأربعين لمسيرة الإجتياح التي أراد من خلالها نظام المغرب مغالطة الرأي العام في المغرب وذر للرماد في الأعين بتسويق جريمة احتلال بالقوة والقفز على الشرعية الدولية عبر مسيرة لم تصل الصحراء الغربية ثم إبرام اتفاقية مدريد مع الاستعمار الإسباني وشريكه في الصفقة يومها نظام ولد دادّه في موريتانيا.
لم يحمل عاهل المغرب جديدا بالنسبة لتعامله مع المجتمع الدولي بخصوص الصحراء الغربية باستثناء تقديم بعض الإغراءات الاقتصادية ووعود جهوية كاذبة من أجل إضفاء شرعية مفقودة على واقع الاحتلال بينما تكتفي القيادة الصحراوية بالتنديد والاستنكار لالتزاماتها الدولية بعد وقف إطلاق النار.
وأمام هذا الوضع يبقى الشارع الصحراوي في المدن المحتلة هو القوة الوحيدة القادر على صناعة الحدث وتغيير سكة المسار كله.
وقد وقف العالم العربي ضد الشعب الصحراوي لأسباب سياسية إذا ما استثنينا الموقف الجزائري وذلك بعدم الاعتراف بالجمهورية التي أعلنها رغم الاعتراف الإفريقي والأمريكي اللاتيني بها وعدم الاعتراف كذلك بجبهة البوليساريو ممثله الشرعي رغم اعتراف العالم أجمع بها.
وكانت العلاقات التي تربط فيما بين العروش هي التي فرضت زعم الرباط وعدوانها ورفضت الحق الصحراوي ونضاله، والحقيقة أن أغلب الصحراويين لم يزعجهم الموقف العربي ليقينهم بضعفه على مسرح السياسة العالمية، وقد بددت الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت مخيمات اللاجئين الصحراويين كل أمل في العرب وقطعت آخر خيط واه تعلق برابطة الأخوة والتاريخ والدين، فالدعم الإنساني يأتي من كل أصقاع العالم ويغيب الدعم العربي.
غير أن ثقة الصحراويين بأنفسهم وعدالة قضيتهم وإصرارهم على نيل استقلالهم ووقوف المجتمع الدولي إلى جانبهم جعل المغرب يتخبط في مشاكله الداخلية وعزلته الدولية محاولا تصدير أزماته خارج حدوده بمحاولة خلق النعرات الطائفية والانفصالية بدول الجوار والتشدق بأن مناطق من هذه الدول ملكية مغربية وهذا دليل على أن الاحتلال المغربي يدق آخر مسمار في نعشه، لا سيما وأن المواثيق الدولية والمنظمات العالمية والإقليمية كلها تنبذ الاستعمار البغيض وتعمل على تحرير الشعوب من براثينه وجبروته.