الجنرال آليا يا آبا قائدا للقوة المشتركة للتدخل
يبدو أن هناك إرادة سياسية قوية لدى دول غرب إفريقيا في وضع حد لنشاطات تنظيم بوكو حرام الإرهابي الذي أصبح مصدر تهديد حقيقي على استقرار المنطقة كلها سيّما بعد أن وسع من هجماته الإرهابية التي لم تعد تقتصر على نيجيريا وحدها بل تعدتها إلى الكاميرون و التشاد و النيجر و قد تكون الزيارة التي قام بها الرئيس النيجيري محمد بوخاري الى الكاميرون التي التقى فيها نظيره بول بيا و كان محورها مكافحة بوكو حرام ، اكبر مؤشر على تبلور هذه الإرادة السياسية في أعلى مستوياتها.
ميدانيا أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش النيجيري كريس اوليكولاد تعيين الجنرال آليا- يا آبا قائدا للقوة الإفريقية الجهوية المكلفة بمكافحة بوكو حرام التي تم إنشاؤها بداية العام الجاري و تضم كل من نيجيريا ، النيجر، التشاد ، الكاميرون و البنين و تم اختيار العاصمة التشادية انجامينا مقرا لها. و من المفروض ان تضم “القوة المشتركة متعددة الجنسيات للتدخل” - كما يطلق عليها رسميا- 8700 فرد من الدول المشكلة لها.
على الصعيد العملياتي و لزيادة فعالية هذه القوة في مكافحة تنظيم بوكو حرام و ملاحقة عناصره في كل مكان ، أعلن الناطق باسم الرئاسة النيجيرية غاربا شيهو أن وحدات هذه القوة المشتركة يمكنها ملاحقة و تتبع العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم بوكو حرام إلى داخل حدود الدول الأعضاء في هذه القوة مضيفا أن هذه الأخيرة ستكون عملية اعتبارا من شهر أوت الجاري.
في الأثناء تواصل بوكو حرام عملياتها الإرهابية داخل نيجيريا حيث حصل انفجار آخر يوم أمس في مدينة ميداغوري و خلف مقتل خمسة أشخاص و ذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات هزّت هذه المدينة - التي شهدت ميلاد حركة بوكو حرام في 2002 و تعتبر اليوم من أهم معاقله – ما اضطر الرئيس النيجيري و بعد انتخابه مباشرة الى تحويل مقر قيادة الجيش إلى هذه المدينة لضمان تنسيق اكبر و انجع للعمليات العسكرية ضد هذا التنظيم الذي ضاعف من هجماته منذ انتخاب الجنرال السابق في الجيش النيجيري محمد بوخاري رئيسا للبلاد و الذي كان توعد - خلال حملته الانتخابية- جماعة بوكو حرام التي يتزعمها ابوبكر شيكو بحرب دون هوادة.
الأكيد أن هذه القوة المشتركة ستكون اختبارا للتضامن و التعاون الإفريقيين في مجال مكافحة الإرهاب خاصة و انه قد تزويدها بصلاحيات واسعة في مكافحة بوكو حرام و ملاحقة عناصرها التي تتحرك بكل حرية عبر حدود هذه الدول.