بعد مرور يومين على الجمعة الدامي الذي شهدته كل من تونس، الكويت وفرنسا، تمكن المحققون من الإمساك بخيوط مهمة قد تطيح بالرؤوس المدبرة لتلك الأعمال الإرهابية وخاصة في الهجوم الدموي الذي نفذه انتحاري بمسجد الإمام الصادق وسط العاصمة الكويت- سيتي والذي أودى بـحياة 27 مصليا كانوا يؤدون صلاة الجمعة، بينما اعترف المشتبه به في الهجوم الذي استهدف مصنعا للغاز في منطقة أيسر في ليون الفرنسية بتنفيذ الاعتداء، في الأثناء اتخذت السلطات التونسية تدابير أمنية مشددة لحماية المواقع السياحية في محاولة منها لاسترجاع ثقة السياح لإنقاذ هذا القطاع الاستراتيجي الذي تعول عليه تونس من حيث كونه المصدر الأول لمداخيل البلاد وفي توفير مناصب الشغل، حيث خلق هذا القطاع خلال السداسي الأول من 2015 أكثر من 400.000 منصب مباشر وغير مباشر.
الحكومة التونسية وفي محاولة لطمأنة السياح الأجانب ووقف نزوحهم الجماعي من تونس على خلفية اعتداء الجمعة الدامي، أعلنت أنها ستنشر حوالي 1000 شرطي مسلح في الفنادق وعلى الشواطئ لتعزيز الأمن في المنتجعات السياحية و هذا حسب تصريح لوزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي السبت أي بعد يوم واحد على الاعتداء الإرهابي الذي نفذه شاب تونسي في الـ20 من العمر وأودى بحياة 39 سائحا أغلبهم من جنسية بريطانية ما أدى إلى نزوح جماعي للسياح ، حيث أجلت شركات سياحية الآلاف منهم من تونس منذ يوم السبت وهذا وسط تحذيرات بريطانية من احتمال وقوع المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس، حيث تم نشر قوات الأمن في سوسة ومنتجعات سياحية أخرى مثل الحمامات وجربة اين تم تعزيز الإجراءات الأمنية وانتشرت قوات مسلحة من الشرطة في عدد من نقاط التفتيش.
هذا ويعتبر اعتداء سوسة ثاني أكبر هجوم في تونس هذا العام بعد ذلك الذي استهدف متحف باردو شهر مارس الماضي. في الكويت كشفت وزارة الداخلية الكويتية عن هوية منفذ الهجوم على مسجد الإمام الصادق و قالت إن الانتحاري من جنسية سعودية كما كشفت عن تمكن أجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق ولاذ بالفرار بعد التفجير مباشرة. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن السائق يدعى عبد الرحمن صباح عيدان سعود من مواليد عام 1989 وهو من المقيمين بصورة غير قانونية مشيرة إلى أنه تم العثور عليه مختبئا بأحد المنازل بمنطقة الرقة مضيفة أن “التحقيقات الأولية أفادت بأن صاحب المنزل من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف فيما تواصل أجهزة الأمن جهودها للتوصل لمعرفة الشركاء والمعاونين في هذا العمل الإجرامي والوصول إلى كافة الحقائق والخيوط المتعلقة بهذه الجريمة النكراء”.