اقر وزراء خارجية الدول الأوروبية، اتفاقا مبدئيا، يقضي بارسال بعثة عسكرية، لدعم التدخل العسكري الافريقي في شمال مالي، من اجل استرجاعه، وانهاء سيطرة المتمردين والجماعات المسلحة عليه، وحسب الخطوط العريضة للمشروع، فان بعثة الاتحاد الاوروبي تضم حوالي ٢٥٠ خبير عسكري، سيشرفون على تدريب اربعة فيالق مكونة من ٦٥٠ جندي مالي، لمدة ستة اشهر.
واكدوا في المقابل على ان الازمة السياسية و الامنية التي يشهدها مالي، تتطلب مقاربة شاملة من اجل التوصل الى حل دائم، ومنح الاولوية للمقاربة الافريقية، التي تقوم على افضلية خيار التفاوض و الحوار بين جميع الاطراف.
وجدد وزراء خارجية دول اوروبا، في اجتماع اول امس ببروكسيل، مساندتهم للتدخل العسكري الذي تقوده المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، من اجل دعم مالي واسترجاع كامل سيادتها على مدن الشمال، وحصرت دعمها في جانب التمويل، و اعادة هيكلة الجيش المالي و تاطيره، كما عبروا في نهاية اشغال الاجتماع، عن املهم في الحصول على الضوء الاخضر من مجلس الامن الدولي، باسرع وقت ممكن، للعملية العسكرية مؤكدين ان دعمهم سينحصر في جانب التمويل، واعادة تاهيل و تنظيم الجيش المالي، وتاتي رغبة البلدان الاوروبية على سرعة نشر القوات الافريقية بالموازاة، مع دعوتها السلطة المركزية بباماكو، الى الشروع في المفاوضات مع حركة تحرير ازواد، التي دعمت نواياها في الحوار بشنها هجمات، على حركة التوحيد و الجهاد الارهابية، كما قدمت جماعة انصار الدين الاسلامية تنازلات مهمة، رغبة منها في الجلوس على طاولة حوار وطني شامل مع السلطة الانتقالية التي ابدت بدورها استعدادها للحوار.
ويامل وزراء خارجية الدول الاوروبية ان يتم، بحث مسألة ايفاد البعثة العسكرية، شهر جانفي القادم، بصفة مستعجلة على مستوى الهيئات الدبلوماسية للاتحاد الاروبي، من اجل البث رسميا في المهمة عقب الاجتماع المزمع عقده شهر ديسمبر المقبل، وقال مسؤول اوروبي رفيع ان الامر يتعلق بجعل جيش مالي قويا، و فعالا، بحوالي ٧٠٠٠ جندي مدربون جيدا ومجهزون بالعدة و العتاد اللازمين، واضاف انه يجب استرجاع عزة هذا الجيش وروحه القتالية، التي تدهورت بعد فقدانه السيطرة على الشمال و تراجعه امام المتمردين و الارهابيين.
ويجري التحضير لتدخل عسكري افريقي، تقوده دول الايكواس وتم تسخير ٣٣٠٠ جندي لهذه العملية التي سيكون الجيش المالي نواتها.