يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تيزي وزو محمد عمرون، أن القرار الليبي القاضي بعدم الترشح لعضوية مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، خطوة ليست في صالحها، لأنها مؤسس للاتحاد الأفريقي، بل يفترض أن تكون متواجدة بقوة في مثل هذه الهيئات والمؤسسات الدولية، فهي فرصة من أجل إثبات رؤيتها داخل هذه الهيئات ومن تمّ تدعيم دبلوماسيتها.
أكد الأستاذ عمرون، أن سحب ليبيا ترشيحها لعضوية مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي برسم ولاية 2022 – 2025 في انتظار إبلاغ هذا القرار رسمياً إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي، يعود بالدرجة الأولى إلى ضبابية المشهد الليبي في حد ذاته، بدليل أنه لحد الآن الوضع في ليبيا مزال غير مستقر، كما أن الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر مازال فيها شكوك حول موعد إجرائها، وبالتالي فإن الوضع الداخلي السياسي غير مستقر إلى جانب الضبابية والغموض الذي يسود المشهد لاسيما في الفترة الأخيرة كل هذه المعطيات تجعل من صاحب القرار في ليبيا يؤجل مثل هذه الأمور المتعلقة بالعضوية في الهيئات الإقليمية والقارية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في اتصال مع «الشعب»، أن قرار عدم ترشح ليبيا لعضوية مجلس الأمن والسلم في إفريقيا ممكن له علاقة بوضعية الاتحاد الإفريقي حاليا، إلى جانب المحاولات المتكررة لتقسيم موقف الإفريقي في العديد من القضايا والنزاعات في صورة نزاع الصحراء الغربية وكذا تواجد الكيان الصهيوني كعضو مراقب، وهو ما سيخلق نوعا من الضغط على الدبلوماسية الليبية لذلك فإن الموقف الليبي هو بمثابة محاولة للابتعاد عن أية صراعات محتملة مستقبلا داخل مجلس السلم والأمن، وبالتالي فهو يفضل أن يكون بعيدا عن هذه الصراعات والتجاذبات، وأن يهتم أكثر بالملف الداخلي الذي يبقى أولوية بالنسبة لصانع القرار في ليبيا، انطلاقا من دعم العملية الانتخابية المقرر إجراؤها فى 24 ديسمبر المقبل، وذلك لأن إجراء الانتخابات الليبية في موعدها أمر مهم للغاية في التمهيد لإنجاز مشروع وطني متكامل طويل المدى لإعادة بعث الحياة للاقتصاد الليبي وإعادة الاستقرار في البلاد التي مزقتها الحرب لسنوات.
كما أشار ذات المتحدث، أنه رغم كل ما يجري من أحاديث يبقى الشارع الليبي يتساءل في الوقت الراهن عن حيثيات هذه الخطوة وسبب توقيتها، وهل سيصب هذا القرار في مصلحة البلاد من جهة ومن جهة أخرى في مصلحة المنطقة ؟ والأهم من ذلك هل ستأتي هذه الخطوة ثمارها في الانتخابات الليبية التي يعول عليها المجتمع الدولي لخروج ليبيا من عنق الزجاجة ومن ثم إحلال السلام ؟.