في غياب البريطانيين الذين استبعدتهم فرنسا على خلفية تصرفات «غير جدية» من جونسون، عقد اجتماع أوروبي في كاليه، أمس الأحد، من أجل تعزيز مكافحة «شبكات المهربين» بعد خمسة أيام على أسوأ حادث غرق مهاجرين في بحر المانش. فيما اعتبرت المفوضية الأوروبية إن الأمر متروك لبريطانيا لحل مشكلاتها المتعلقة بتدفق المهاجرين.
بعد أربعة أيام على أسوأ حادث غرق مهاجرين في بحر المانش، بحث مسؤولون أوروبيون عن الهجرة، أمس، في كاليه تعزيز مكافحة «شبكات المهربين» فرنسا فيما تغيب بريطانيا عن الاجتماع بعد استبعادها من قبل باريس تصرفات «غير جدية» من قبل لندن.
وبدأ هذا الاجتماع الذي جمع الوزراء المسؤولين عن الهجرة من ألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا، بالإضافة إلى المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، في مدينة كاليه في شمال فرنسا. وكانت وكالتا الشرطة الأوروبية (يوروبول) وحرس الحدود وخفر السواحل الأوروبيين (فرونتكس) ممثلتين في الاجتماع أيضا.
والهدف من هذا الاجتماع هو «مكافحة الهجرة غير الشرعية وشبكات التهريب»، بحسب مذكرة لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مساء السبت. وهو يتعلق بتعزيز «التعاون العملي في مكافحة مهربي البشر لأنهم شبكات دولية تعمل في دول أوروبية مختلفة»، كما قال الوفد المرافق للوزير الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى الرغم من ذلك، عقد الاجتماع بدون بريطانيا وهي دولة معنية بهذه المشكلة. فقد ألغى دارمانان مشاركة نظيرته بريتي باتيل الجمعة ردا على رسالة نشرها رئيس الوزراء بوريس جونسون، مساء الخميس، على «تويتر» يطلب فيها من باريس استعادة المهاجرين الذين تمكنوا من دخول بريطانيا بطريقة غير قانونية.
وفي رسالة وجّهها إلى بريتي باتيل، الجمعة، رأى دارمانان أن رسالة جونسون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحد ذاتها «تشكّل خيبة أمل»، مشدّدا على أن قرار نشرها «أسوأ بعد».
من جانبه، انتقد الرئيس الفرنسي ما اعتبره تصرفات «غير جدية» من قبل لندن بشأن ملف المهاجرين. وردّا على سؤال حول هذه الرسالة خلال مؤتمر صحافي في روما، قال ماكرون إنها «أساليب غير جدية».
من جانبه، قال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، السبت، إن الأمر متروك لبريطانيا لحل مشكلاتها المتعلقة بتدفق المهاجرين.
وحادث الغرق الذي أودى بحياة 27 شخصا على الأقل الأربعاء، هو الأسوأ في بحر المانش الذي يعبره مهاجرون يوميا على متن زوارق هشة في محاولة للوصول إلى السواحل الإنكليزية.
وتطوّرت عمليات العبور هذه منذ 2018 في مواجهة إغلاق ميناء كاليه والنفق عبر المانش الذي كان يستخدمه المهاجرون عبر الاختباء في مركبات.