دخل وقف لإطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان حيز التنفيذ، ظهر أمس السبت، من شأنه وضع حد لأسبوعين من المعارك الكثيفة والعنيفة في منطقة ناغورني كاراباخ. لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بمواصلة عمليات القصف والمعارك وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
عاد الهدوء إلى ستيباناكرت، عاصمة الإقليم الانفصالي، حيث دوت صفارات الإنذار قبيل دخول الاتفاق الذي انبثق عن اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا برعاية روسيا في موسكو حيز التنفيذ، وبدأ سكان بالخروج من منازلهم بعد أن اضطروا لملازمتها ليحموا أنفسهم من عمليات القصف لأيام.
لكن قبيل وقف إطلاق النار، تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بمواصلة عمليات القصف والمعارك وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
فقد صرح وسيط الجمهورية المعلنة من جانب واحد أرتاك بلغاريان «قبل دقائق قليلة قصفت أذربيجان مناطق مدنية في ستيباناكرت مرة أخرى بالصواريخ»، موضحا أنه لم ترد معلومات بعد عن الضحايا.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن أرمينيا «تقصف بكثافة» مناطق مأهولة بالسكان. وقالت الوزارة إن «القوات المسلحة الأرمينية تقصف بشكل مكثف مناطق جرانبوي وتيرتر وأقدم وأقجابردي وفيزولي ...وأذربيجان تتخذ إجراءات للرد بالمثل».
ترحيب دولي
في السياق، رحّبت عدد من الدول بالهدنة التي توصّل إليها طرفا النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ، أذربيجان وأرمينيا، أمس، وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أن هذه الهدنة الإنسانية «هامة، إلا أنها لن تحلّ مكان الحلّ الدائم».
وكانت تركيا شددت منذ البداية على أنها لن تدعم إلا الحلول التي تقبل بها أذربيجان، وأعربت عن مواصلة دعم باكو سياسياً وميدانياً في هذا الإطار.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ترحيب بلاده بوقف المواجهات في منطقة ناغورنو كاراباخ، معتبراً أن ذلك خطوة نحو السلام.
ودعا ظريف الدولتين الجارتين إلى «المشاركة في حوارات أساسية على أساس احترام القوانين الدولية ووحدة الأراضي»، مقدماً الشكر لروسيا على جهودها «البناءة» في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين البلدين.
بدورها، رحّبت فرنسا التي تشارك برئاسة مجموعة «مينسك»، بوقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان ، ودعت إلى «احترامه الكامل».