شهدت ساحات التظاهر في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية، أمس، زخماً جديداً بتوافد المئات نحوها، وقد رفع المحتجون مطالبات بإبعاد العراق عن الصراع الأميركي الإيراني، كما طالبوا رئيس الجمهورية بحسم اختيار رئيس مستقل للحكومة.
وصل المئات من المحتجين، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت تشييع قائد «فيلق القدس» الإيراني، قاسم سليماني، ونائب زعيم مليشيات «الحشد الشعبي»، أبومهدي المهندس، ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على رفض تحويل العراق لساحة حرب أو صراع بالوكالة بين واشنطن وطهران.
في السياق، قال الناشط المدني، بلال العامري، «اليوم ساحات التظاهر شهدت توافد أعداد كبيرة من المحتجين.. مطالبنا بجميع المحافظات توحدت باتجاه الدعوة لإبعاد البلاد عن الصراع بالمنطقة»، مبيناً أن العراق يزداد ضياعاً بين القوى الإقليمية والدولية.
وأكد، «نريد أن يكون عراقنا للعراقيين، ونطالب بحكومة مستقلة، برئاسة مستقلة تعمل للعراق فقط لا لحساب أحد «، داعياً، رئيس الجمهورية برهم صالح، إلى أن «يحسم ملف اختيار رئيس مستقل للحكومة، ولا يخضع للضغوط الخارجية».
ولم تختلف المطالب التي رُفعت في ساحة التحرير عن مطالب المحافظات الجنوبية التي تتواصل فيها الاعتصامات بشكل يومي، إذ شهدت ساحات التظاهر في محافظات كربلاء وذي قار والقادسية والمثنى والبصرة والنجف، احتجاجات واسعة، أمس، وسط هتافات وشعارات تندد بالأحزاب وبالتدخل الخارجي بمختلف أنواعه.
ووسط إجراءات أمنية مشددة شهدتها ساحات التظاهر في أغلب المحافظات الجنوبية، شاركت العديد من المنظمات والفعاليات المحلية المدنية في التظاهرات، مؤكدة على دعمها للمطالب المحقة التي يدعوالمتظاهرون إليها، وأكدت أن صوت التظاهرات سيستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة.
وتتواصل التظاهرات الشعبية في عموم العراق، في ظل استمرار الخلاف السياسي الذي يعيق تسمية رئيس حكومة جديد ، وبسبب ذلك، يتوقع سياسيون، استمرار عبد المهدي برئاسة حكومة تصريف الأعمال لفترة أخرى قد تمتد لثلاثة أشهر أخرى.