استأنفت، أمس، في جنيف السويسرية، الجولة الثانية من المفاوضات التي لم تصل في جولتها الأولى إلى شيء يذكر، ولكن رغم ذلك فإنه بمجرّد إلتقاء الفرقاء على طاولة واحدة تعتبر بحدّ ذاتها خطوة كبيرة لم يكن من المتوقع حصولها لولا حنكة الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي.
وقد أفادت مصادر أممية، أن الإبراهيمي قد التقى أمس وفدي الحكومة السورية والمعارضة كل على حدى، وذلك ببمقر المنظمة الأممية في جنيف.
وقد ذكرت المتحدثة باسم الأمم المتحدة كورين مومال، أنه من المتوقع أن تستمر هذه الجولة الثانية من مفاوضات جنيف (٢) أسبوعا كاملا.
ولا تزال نفس النقاط الخلافية تخيم على هذه الجولة الثانية، حيث اعتبرت الحكومة السورية، أن المحادثات الجديدة يجب أن يخصص فصل منها لمناقشة بنود جنيف (١) عام ٢٠١٢، في إشارة إلى هيئة المرحلة الانتقالية، التي تختلف فيها وجهة نظر الطرفين بشكل جوهري، ففي حين ترى المعارضة أن هذه المرحلة تتطلب هيئة إنتقالية تستبعد الرئيس بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السورية، أن هذه النقطة غير قابلة لمجرّد مناقشتها، وقد أكدت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في مقابلة تلفزيونية الأحد، أن دمشق تصرّ على مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب في هذه الجولة الثانية من المفاوضات، ومن ثمة الحفاظ على مؤسسات الدولة وإيجاد أرضية مناسبة من أجل إيجاد مسار سياسي قبل الحديث عن هيئة الحكم الإنتقالي، في حين أن وفد الإئتلاف يحاول اختصار جنيف (٢) في مناقشة هذه النقطة، بينما وحسب شعبان، فإن وفد الحكومة السورية يراعي التسلسل الوارد في جنيف (١) والذي ينص في بنده الأول على وقف العنف الذي يعني وقف الإرهاب أولا.
وأضافت مستشارة الرئيس السوري، أن الحلّ الأساسي للملف الإنساني في سوريا يكمن في وقف الحرب الإرهابية ضد الشعب السوري، التي تقع مسؤولية معاناته على أولئك الذين يموّلون الإرهاب ويدعّمونه وأن الإرهابيين هم من يتخذ من المدنيين دروعا بشرية.
الأكيد أن هذه الجولة الثانية من المفاوضات سوف لن تحقق معجزة تنهي الصراع في سوريا، ولكن مع ذلك فإنها تعكس قناعة توصّل إليها المجتمع الدولي أن هذا النزاع لا يمكن حلّه إلا سياسيا وأن الشعب السوري وحده هو من يملك وحده سلطة الحلّ والعقد.