طالبت الحكومة البريطانية، أمس، إيران بالإفراج الفوري عن ناقلة النفط المحتجزة لديها ستينا إيمبيرو، فيما ردت طهران بأن الاحتجاز قانوني ويدخل في إطار الحفاظ على الأمن الإقليمي.
جاء ذلك في تصريحات لجيمس سلاك، المتحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي، حسبما نقلت قناة سكاي نيوز البريطانية، وقال على إيران الإفراج عن الناقلة البريطانية وطاقمها فورا .
وأعلن وزير الخارجية والمرشح لخلافة ماي، جيريمي هانت أن السلطة التنفيذية بلغت البرلمان أمس، «التدابير» التي تعتزم المملكة المتحدة اتخاذها، لكن «الأولوية» تبقى «لإيجاد طريقة لمنع الوضع من التدهور».
وردا على ذلك، أمس، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا الجمعة هو»إجراء قانوني».
وقال ربيعي في مؤتمر صحافي في طهران إن احتجاز ناقلة ستينا إيمبيروكان «إجراء قانونيا» ضروريا «لضمان الأمن الإقليمي».
وتتزامن التصريحات مع ترؤس ماي لاجتماع أزمة بشأن الناقلة ستينا إيمبيرو، ولبحث سبل الرد على إيران.
ومن المنتظر أن يلقي وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، بيانا حول موقف بلاده من إيران، في وقت لاحق اليوم، حسب المصدر ذاته.
وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد تعهدوا على العمل سويا من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز، باعتبارها أولوية قصوى لدى الدول الأوروبية .
ومساء الجمعة، أعلنت بريطانيا احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز لـ عدم مراعاتها القوانين البحرية الدولية
وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوما بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أمريكية وأوروبية.
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا من قبل الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي (المبرم عام 2015) إثر انسحاب واشنطن منه، وكذلك اتهام سعودي لإيران باستهداف منشآت لها عبر جماعة الحوثي اليمنية.
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس، أن طهران ألقت القبض على 17 جاسوسا يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأن أحكاما بالإعدام صدرت على بعضهم.
وعرض التلفزيون الرسمي صورا قال إنها لضباط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانوا على اتصال بالجواسيس المشتبه بهم.
ولم يرد أي تعليق من المخابرات الأمريكية أوالمسؤولين الأمريكيين.
وكانت إيران أعلنت في يونيوحزيران أنها فككت شبكة تجسس تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لكن لم يتضح ما إذا كان إعلان يوم الاثنين يرتبط بنفس القضية.
ويأتي الإعلان عن الشبكة المزعومة بعد ثلاثة شهور من مواجهة متصاعدة بين إيران والغرب بدأت في الأول من مايوأيار مع تطبيق عقوبات أمريكية جديدة أشد صرامة.
التوتر في «هرمز» يرفع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2٪، امس الاثنين، على خلفية مخاوف من أن يؤدي احتجاز إيران لناقلة بريطانية الأسبوع الماضي إلى اضطراب في الإمدادات في منطقة الخليج.
وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.41 دولار أو2.26٪ إلى 63.88 دولار للبرميل.وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.13 دولار أو2.3 بالمئة إلى 56.76 دولار للبرميل.
وتراجع الخام الأميركي أكثر من 7 بالمئة وانخفض برنت أكثر من 6 بالمئة الأسبوع الماضي.
وكان الحرس الثوري الإيراني قال، الجمعة، إنه احتجز ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في الخليج ردا على احتجاز بريطانيا لناقلة إيرانية في وقت سابق هذا الشهر.
وتزيد الخطوة الخوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات بمضيق هرمز في مدخل الخليج، والذي يتدفق عبره حوالي خمس إمدادات العالم من النفط.ومما حد من المكاسب، أنباء عن أن حقل الشرارة النفطي الليبي، وهوأكبر حقل نفطي بالبلاد، استأنف الإنتاج بنصف طاقته، الاثنين، بعد توقفه منذ الجمعة، مما تسبب في خسارة إنتاج بنحو290 ألف برميل يوميا.