أدان السّفير الصحراوي بجمهورية جنوب افريقيا، البشير اصغير، سياسة المغرب الهادفة إلى «تشتيت مبدأ وحدة التضامن القاري»، وتهديد الموقف الافريقي الموحّد بشأن قضايا استكمال تصفية الاستعمار من افريقيا.
أكّد السفير الصّحراوي في كلمة له أمام الجمع السنوي العام لنقابة «ميهانو» الجنوب افريقية المنعقد بمدينة جوهانسبورغ، أنّ المغرب يسعى الى التفرقة داخل الاتحاد الافريقي من خلال عدة محاولات لتغيير الموقف الافريقي من بعض القضايا، خدمة لترسيخ واقع احتلاله لأجزاء كبيرة من تراب بلد عضو في الاتحاد الافريقي وهو الجمهورية الصحراوية.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي، وفق لما ذكرته وكالة الانباء الصحراوية (واص)، أن قبول الاتحاد الافريقي بدخول المغرب سنة 2017، شكل فرصة مناسبة «لاتضاح نوايا وسياسات المملكة المغربية الرامية الى توريط دول أفريقية في مغامرتها الاستعمارية في الصحراء الغربية، والعمل على تحييد المنظمة القارية عن مسؤولياتها كضامن لايجاد الحل في الصحراء الغربية».
وفي تطرّقه للمستجدّات والتطورات التي تشهدها القضية الصحراوية، قال السفير الصحراوي: «لقد هزمنا المغرب عسكريا، ودخلنا مسار التسوية برعاية المنظمتين الاممية والافريقية الطويل والملئ بالتحديات، ونحتاج اليوم الى دعم أصدقائنا جميعهم لاختيار أفضل السبل التي علينا نهجها من أجل وضع حد للإستعمار في آخر مستعمرة بأفريقيا، وبناء اتحاد أفريقي قوي معا».
ونوّه البشير اصغير، مخاطبا الجمع السنوي الذي حضره أيضا مسؤولون من جنوب أفريقيا، وممثلون عن مختلف الأحزاب والنقابات الجنوب أفريقية، بأن «العلاقات التي تجمع ما بين جبهة البوليساريو والمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا تعود لزمن الكفاح المسلح ضد الاستعمار، حيث كان الصحراويون والمناضلون الأفارقة في خندق واحد ضد الأبارتايد، وضد الأجندة الاستعمارية الغربية».
للإشارة، نقابة «ميهانو» هي نقابة عمال قطاع الصحة والشؤون الاجتماعية في جنوب افريقيا، وانطلق الجمع السنوي العام لنقابة «ميهانو» الخميس وانتهى أمس.
التّستّر على الجريمة
شيّعت الجماهير الصحراوية أمس الأول، جثمان الفقيد الشاب الصحراوي سعيد محسن الليلي بمدينة العيون المحتلة، بعد أن وجدت جثّته جنوب المياه الإقليمية الصحراوية، وهو واحد من عشرات الشبان الصحراويين الذين فقدتهم عائلاتهم في ظروف تبقى غامضة أثناء محاولتهم الهجرة بحرا انطلاقا من الاراضي المحتلة نحو جزر الكناري بتاريخ 20 جوان الجاري.
وقالت وكالة الانباء الصحراوية (واص) إن عائلات الشبان الصحراويين حملت سلطات الاحتلال المغربي كامل المسؤولية إزاء «الظروف الغامضة» التي اختفى فيها أبناؤها، في حين «تواصل سلطات الاحتلال التستر على الجريمة وملابساتها بشكل يطرح العديد من التساؤلات، خاصة في ظل وجود العديد من المراكز الثابتة لجيش الاحتلال المغربي على طول المياه الإقليمية الصحراوية وعدم فتحها أي تحقيق في الموضوع».
وذكرت نفس المصدر أنّ الحادثة الأخيرة أعادت إلى الأذهان حادثة فقدان 15 شابا صحراويا سنة 2006 لا زالت عائلاتهم تجهل مصيرهم، والقاسم المشترك بين الحادثتين هو وجود العديد من الشبان المعروفين بنشاطهم السياسي، ودفاعهم المستميت عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.