الجزائر عازمة على المضي في مشروعها الوطني الكبير لبناء الجزائر الجديدة
الشباب مدعو لاستكمال مسار السلف للرقي بمكانة البلاد
قال رئيس مجلس الأمة صالح ڤوجيل، إن ما وصلت إليه الجزائر اليوم هو نتاج محطات تاريخية مفصلية من حياة الجزائر، ربطت بين شباب جيل نوفمبر مفجر الثورة المجيدة، وأجيال الاستقلال، داعيا شباب اليوم إلى مواصلة مسيرة بناء الجزائر الجديدة مع وضع المبادئ النوفمبرية للثورة المظفرة نصب أعينهم.
أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، عزم الجزائر على المضي في مشروعها الوطني الكبير لبناء الجزائر الجديدة التي يتمتع فيها كل المواطنين بالعيش الكريم والرفاه في كنف الأمن والاستقرار، وذلك ما اتضح في الزيارات التي قادته إلى مختلف ولايات الوطن، وتدشين مشاريع تنموية، إلى جانب مد جسور التعاون والشراكات مع غيرها من الدول.
ثورة نوفمبر
وتحدث رئيس مجلس الأمة، في حوار خص به مجلة «الشرطة»، بتفصيل عن مختلف مراحل الثورة التحريرية الجزائرية التي شكلت ومازالت تشكل مصدر إلهام للضمائر الحية والشعوب التواقة للحرية، ومثالا يحتذى في تحقيق الحرية ودحر الظاهرة الاستعمارية، ثورة ضد محتل أراد أن يبيد الشعب للجزائري ليُحِل محله شعبا أوروبيا. وأضاف، أنه بفضل التضحيات الجسام للشعب الجزائري، استحقت الثورة الجزائرية صفة أكبر ثورات القرن العشرين، وذلك أعطى الجزائر احتراما بين الأمم، وجعلها مثالا يحتذى في انتزاع الحرية ودحر ظاهرة الاستعمار، وتجلى عظم ثورة نوفمبر المجيدة أيضا-يضيف قوجيل- في مواقف الجزائر الخارجية من القضايا العادلة وقضايا التحرر، والتي آلت الجزائر على نفسها أن تساندها وتمكن الشعوب المستعمرة من نيل حريتها، مؤكدا أن الثورة الجزائرية حررت الشعب الجزائري وأيضا الشعب الفرنسي من غطرسة الكولونياليين.
سيادة القرار
وتحدث قوجيل عن الإرادة والعزيمة التي تخلى بها قادة الثورة غداة الاستقلال من أجل بناء مؤسسات الدولة الوطنية المستقلة، في ضوء مبادئ الثورة التحريرية الرافضة لأي تدخل خارجي في قراراتها، وقال إن «نوفمبر بكل مبادئه وقيمه هو مستند رفض الجزائر المستقلة بالأمس واليوم وغدا لكل شكل من أشكال التدخل في شؤونها أو للتواجد الأجنبي فوق أرضها». كما حرص على التذكير بمواقف الجزائر من مختلف قضايا الاستعمار الراهنة وعلى رأسها القضية الصحراوية التي أكدت الجزائر ومازالت تؤكد على أنها قضية تصفية استعمار، وترافع لأجل السماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، وأم القضايا القضية الفلسطينية التي سعت الجزائر ومازالت من أجل تدويلها وفضح جرائم المحتل الصهيوني واستصدار لوائح أممية وقرارات قضائية وجنائية تشكل ملفا يؤخذ به لإنهاء الاحتلال الصهيوني غير الشرعي لأرض فلسطين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
جزائر جديدة
وأكد قوجيل أن مسار بناء مؤسسات الدولة الوطنية، مر بصعوبات وتحديات طيلة ستة عقود، تضافرت خلالها جهود الجميع من إطارات وجامعيين، على قلة عددهم، وكثير من الأرامل واليتامى، للوصول بالجزائر التي أنهكها طول الاستعمار إلى ما هي عليه اليوم، وهي تستكمل بناءها مع الرئيس عبد المجيد تبون من خلال إطلاق مسار بناء الجزائر الجديدة، في ظل الإصلاحات التي باشرها وعلى رأسها الدستور الجديد 2020 وتعديل قانون الانتخابات اللذين يرقيان إلى تطلعات الشعب، وقال إنه من الجدير مواصلة الإنجازات في المرحلة اللاحقة لانتخابات سبتمبر 2024، وهي مرحلة تطبعها الانتصارات التي حققتها الجزائر على مختلف الأصعدة طيلة السنوات الأربع الماضية، سيما ضمان آليات الانتقال السلس، وضمان الحريات ومكافحة الفساد من خلال تفعيل الآليات الكفيلة بذلك، وضمان مشاركة المواطن في الحياة السياسية، ناهيك عن التنمية التي ترمي لضمان العيش الكريم للمواطن وضمان حقوقه في التعليم والصحة والسكن والنقل وهي مستمرة.
ودعا قوجيل لإنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة وجعلها محطة لاستمرار مشروع الجزائر الجديدة ومواصلة معركة البناء والتشييد.
شباب اليوم
وفي رسالة وجهها إلى الشباب عبر مجلة «الشرطة»، قال قوجيل إن من فجروا الثورة كانوا شبابا، واعتبر أن ربط عيد الاستقلال بعيد الشباب له رمزية تشييد الجسور بين جيل الثورة وأجيال الاستقلال في مسيرة التضحية والكفاح والنضال من أجل الوطن. واعتبر أن ربط هذه الجسور يساهم في نشر القيم والمبادئ النوفمبرية، وتعزيز الحس الوطني، والعرفان للشهداء والوفاء بتضحياتهم في كل الظروف، واتخاذ ثورة نوفمبر حلقة وصل بين الأجيال ونبراسا يقودهم لمواجهة التحديات والرهانات التي تواجه البلاد والأمة الإسلامية جمعاء.