أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على الحاجة إلى «أوروبا قوية ومتحدة» في وجه التحديات التي تواجه العالم، محذرا من تعرض قيم التنوير للخطر وتراجعها في وقت تطفو فيه المشاعر الشعبوية والعرقية والدينية والقومية في العالم، بما في ذلك أوروبا.
قال الامين العام خلال زيارته لمدينة «آخن» الألمانية لاستلام جائزة شارلمان، التي تمنح منذ عام 1950 لشخصيات قدمت خدمات لأوروبا والوحدة الأوروبية «إذا كنا نرغب في بناء نظام حقيقي متعدد الأطراف فنحن نحتاج بشدة إلى أوروبا متحدة وقوية باعتبارها الركيزة الأساسية لنظام متعدد الأطراف يقوم على سيادة القانون».
حذر غوتيريس من أن « فشل أوروبا سيكون حتما فشلا لتعددية الأطراف وفشل عالم يمكن أن تسود فيه سيادة القانون» ، موضحا ما تمثله أوروبا للأمم المتحدة مستدلا بتقديمها نموذجا متقدما للتعددية وسيادة القانون وتوقيع اتفاق المناخ في باريس. ذكر الأمين العام ثلاثة تحديات غير مسبوقة تقرع الأبواب، هي تغير المناخ والتركيبة السكانية والهجرة والعصر الرقمي. ويزيد من مخاطر مواجهة هذه التحديات تعرض تعددية الأطراف في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إليها، للخطر كما أشار. كما دعا القادة الأوروبيين إلى الحفاظ على قيم أوروبا الحقيقية المنصوص عليها في ميثاق حقوق الإنسان الأساسية وفي الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. شدد أمين عام الأمم المتحدة على أهمية أن تتحمل أوروبا مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951، التي تم اعتمادها مبدئيا لحماية ملايين الأوروبيين المشردين في فترة ما بعد الحرب. كما أكد على أهمية الاتحاد في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة مع الحفاظ على حقوق المهاجرين وكرامتهم.