وصف وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي الوضع في ليبيا بـ «الصعب للغاية»، مطالبًا بتعاون دولي أوسع لحل الأزمة، في وقت تقترب معركة طرابلس من دخول أسبوعها الثامن، دون أن يتمكن حفتر من تحقيق أهدافه. قال ميلانيزي خلال جلسة استماع مشتركة أمام لجنتي الخارجية والدفاع في مجلسي الشيوخ والنواب، أمس «ربما يتطلب الأمر صبرًا كبيرًا فيما يتعلق بجهود إعادة الاستقرار هناك»، بحسب وكالة أنباء إيطالية.
شدد رئيس الدبلوماسية الإيطالية على أن ذلك «يتطلب أولا وقبل كل شيء تعاونًا دوليًا أوسع. وهناك، على وجه الخصوص، حاجة إلى التزام أكثر نشاطًا وضوحًا من طرف الاتحاد الأوروبي». قال وزير الخارجية «لا يمكن التفكير في أن دولة واحدة، بغض النظر عن مدى قربها، بوسعها أن تحقق الاستقرار في ليبيا بمفردها».
معركة طرابلس، التي اندلعت إثر هجوم مباغت لقوات حفتر، كان يهدف من خلاله السيطرة على العاصمة في ظرف 48 ساعة، من استكمال شهرين دون منتصر، إذ استطاعت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف الوطني صد المهاجمين، بإطلاق عملية بركان الغضب. أكد وكيل وزارة الخارجية الإيطالية مانليو دي ستيفانو، في تصريحات سابقة، أن بلاده لن تسمح بأن يعيد التاريخ نفسه في ليبيا، معبرًا عن أمله في «أن يؤدي الضغط الدبلوماسي القوي على جميع الأطراف المعنية (في ليبيا) إلى خفض التوتر قبل فوات الأوان». طالب المشاركون في مؤتمر باليرمو حول ليبيا الذي عقد منتصف نوفمبر الماضي، الوفود الليبية بالاضطلاع بمسؤولياتهم المؤسسية، من أجل إجراء عملية انتخابية ذات مصداقية مسالمة ومنظمة مع التشديد على أهمية إنجاز الإطار الدستوري والعملية الانتخابية في غضون ربيع 2019، مع التحقق من توفر كافة الشروط التقنية والتشريعية والسياسية والأمنية المطلوبة، مع دعم متزايد من المجتمع الدولي من الآن فصاعدًا. كما تعهدت الوفود الليبية، في البيان الذي لم يحمل صفة «البيان الختامي»، بـ»احترام نتائج الانتخابات لدى إجرائها، في حين تخضع الأطراف التي تحاول نسف أوعرقلة العملية الانتخابية للمساءلة». أكد المشاركون في البيان أن «الأمن مطلب بالغ الأهمية نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي المستدام وهو مطلب أولوي للشعب الليبي، كما اتفقوا على دعم جميع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب». أكدت لجنة الطوارئ بحكومة الوفاق، خلال اجتماعها الدوري الذي عقدته، أمس الأول، على استكمال قاعدة البيانات الخاصة بالنازحين والتي تساعدها في تأدية المهام الموكلة لها، حسب بيان نشرته إدارة التواصل والإعلام برئاسة مجلس الوزراء.
ذكر البيان، أن اللجنة استعرضت الصعوبات التي تواجه النازحين في مراكز الإيواء وناقشت العمل على تذليلها وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم. تشهد العاصمة طرابلس مواجهات مسلحة بين قوات خليفة حفتر، والقوات التابعة لحكومة الوفاق، منذ الرابع من أفريل الماضي، أسقطت أكثر من 510 قتلى و2467 جريحًا حتى الآن، بحسب منظمة الصحة العالمية. فيما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 75 ألف شخص اضطروا للفرار فيما علق نحو 100 ألف شخص وسط المعارك الدائرة على مشارف طرابلس.