رغم التدابير الأمنية المشدّدة

صدامـات واعتقـــالات بمســيرات عيد العمــال في فرنسـا

 كانت فرنسا، أمس، مسرحا لمواجهات وصدامات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة صاخبة بمناسبة عيد العمال.
الصدامات بدأت حتى قبل إنطلاق المسيرة النقابية للأول من ماي بين قوات الشرطة وناشطين معادين للرأسمالية والفاشية انضموا إلى محتجي «السترات الصفراء».
وفي أجواء من التوتر الشديد، أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على بضع مئات من هؤلاء الناشطين الذين تظاهروا مرتدين ملابس سوداء وملثمين ويعرفون بـ»بلاك بلوك» في جادة مونبارناس.
ورشق المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة، فيما ذكرت مصادر  أن محتجين أصيبوا بجروح في الرأس، كما تم اعتقال العشرات منهم  خلال عمليات استبقت خروج تظاهراتهم.
ونظمت تظاهرات عيد العمال في فرنسا هذا العام، إحتجاجا على السياسية الاقتصادية التي يتبعها الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقبل نزول الآلاف إلى الشوارع، سارعت السلطات إلى نشر قوات معززة، كما شددت من الإجراءات الأمنية، خشية من أعمال شغب وتكسير ،  حيث نشرت السلطات الفرنسية أكثر من 7400 عنصر شرطة ودرك لتأمين العاصمة، وتم إحصاء أكثر من 3700 عملية تفتيش وقائية، تجنبا لتكرار سيناريو مظاهرات الأول ماي الماضي.

حركة «بلاك بلوك» للشغب والعنف

هذا وقد أصبحت حركة «بلاك  بلوك» المتطرفة تشكل هاجسا للشرطة الفرنسية، فانخراطها في المظاهرات والاحتجاجات غالبا ما ينتهي بأعمال عنف خطيرة، فمن هي هذه الحركة؟
إنهم ملثمون يرتدون ملابس سوداء وأقنعة غاز ويحملون غالبا زجاجات حارقة ومطارق البناء، وينتظمون عادة في نواة مكونة من 450 إلى 500 شخص، سلاحهم العنف خاصة ضد قوات حفظ النظام. إنهم  محتجو حركة «بلاك بلوك» (الكتل السوداء) الذين لم يتوانوا عن الدعوة إلى تحويل باريس بمناسبة عيد العمال إلى «عاصمة الشغب».
هذه المجموعة التي ظهرت في ألمانيا سنة 1980 قبل أن تنتشر في كامل الدول الأوروبية، كانت وراء أعمال عنف وشغب كبيرة شهدتها العاصمة الفرنسية خلال احتفالات عيد العمال العام الماضي.
وحسب ما كشفته السلطات الفرنسية في 2018 فإن أعضاء هذه الحركة «متطرفون يساريون (بلاك بلوك) معادون للرأسمالية والفاشية وموجودون في قلب كل المعارك العنيفة المناهضة لهما»، يستخدمون «باروكات (شعر مستعار)، ويرتدون ملابس سوداء وأقنعة غاز، وهم ملثمون. يحملون غالبا زجاجات حارقة ومطارق البناء».
ومعروف عنهم كذلك أنهم «معادون لأجهزة الدولة، ويعارضون القوانين الجنائية ونظام السجون، يتنقلون باستمرار، وهم محترفون في تغيير منظرهم وملابسهم خلال الاحتجاجات».
وطالب الرئيس إيمانويل ماكرون منذ الثلاثاء في حال وقوع أعمال عنف برد «بالغ الحزم»  وذلك بعد ورود دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تحويل باريس إلى «عاصمة الشغب».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024