طرحت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مشروعي قرارين مختلفين على مجلس الأمن فيما يتعلق بفنزويلا، فبينما دعت واشنطن إلى انتخابات رئاسية طارئة، قامت موسكو بتقديم مشروع بديل يدعو لاحترام سيادة فنزويلا واستقلالها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.
وينص مشروع القرار الأمريكي على أن مجلس الأمن يبدي «تأييده الكامل للجمعية الوطنية (البرلمان المعارض) باعتبارها المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطياً في فنزويلا»..كما يتضمن تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا.
ويدعو المجلس بحسب النص الأمريكي نفسه إلى «الشروع فورا في عملية سياسية تؤدي إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية مع مراقبة انتخابية دولية وفقا لدستور فنزويلا».
كما يطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بحسب النص الأمريكي، «استخدام مساعيه الحميدة للمساعدة في ضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية».
ولكن واشنطن لم تعلن حتى الساعة متى ستطلب إحالة مشروع القرار هذا إلى التصويت وهي تواصل مشاوراتها بشأنه مع بقية أعضاء المجلس، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي.
ووفق مصدر دبلوماسي آخر فإن روسيا التي تدعم السلطات الشرعية المنتخبة وتؤيد الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، لن تتوانى عن استخدام حق النقض «الفيتو» لمنع صدور أي قرار يطعن بشرعية الرئيس الفنزويلي الحالي ويدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا.
وينص مشروع القرار الروسي على أن مجلس الأمن يبدي «قلقه» إزاء «التهديدات باستخدام القوة ضد سلامة أراضي فنزويلا واستقلالها السياسي» ويندد أيضا بـ»محاولات التدخل في مسائل تتعلق أساسا بالشؤون الداخلية» لهذا البلد، كما يدعو إلى «حل الوضع الراهن عبر وسائل سلمية»، ويؤكد دعم مجلس الأمن «لكل المبادرات الرامية إلى إيجاد حل سياسي بين الفنزويليين بما في ذلك آلية «مونتيفيديو» على أساس حوار وطني».
لا يوجد بلد في العالم يدعو برلمانه لتدخّل عسكري أجنبي
من ناحية ثانية، دعت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه «رئيسا مؤقتا»، خوان غوايدو، إلى إعادة النظر فيما يقوم به ووقف «جنون الدعوة إلى غزو بلاده».
وقالت رودريغيز، بعد يوم من إعلان غوايدو أنه لن يستبعد تفويض الولايات المتحدة بشن تدخل عسكري «للإطاحة» بالرئيس الشرعي للبلاد نيكولاس مادورو، «تعقل وضع نفسك على الجانب الصحيح من التاريخ».
وأدلت نائبة الرئيس بهذه التصريحات وسط حملة توقيعات تؤكد أن معظم الفنزويليين لا يدعمون التدخل الأجنبي في بلادهم، كما تزعم المعارضة.
وفي ساحة بوليفار بوسط كراكاس, وقعت رودريغيز على العريضة التي تدعو الرئيس الأمريكي إلى احترام سيادة فنزويلا ورفع العقوبات الاقتصادية المعوقة.
وانتقدت رودريغيز أيضا الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، لطرحها مناقشة ما إذا سوف «تأذن» بغزو عسكري أجنبي في فنزويلا. وقالت: «لا يوجد بلد في العالم يبدي برلمانه المفترض تأييدا لتدخل عسكري أجنبي في البلاد..هذا أمر شائن».
وأفادت رودريغيز بأن «الشعب الفنزويلي قد أعطى إشارات واضحة للغاية بشأن ما يريده: إنهم يريدون السلام، يريدون السكينة وأن يستمر حكم الثورة البوليفارية لهم»، في إشارة إلى الحركة الإصلاحية للحزب الاشتراكي الحاكم.
ووصلت التوترات السياسية في فنزويلا بين الحكومة وجماعات المعارضة إلى ذروتها بعد أن أدى مادورو اليمين الدستورية لولاية جديدة في 10 جانفي الماضي.
وترفض المعارضة، التي قاطعت إلى حد كبير الانتخابات الرئاسية في ماي الماضي، الاعتراف بإعادة انتخاب مادورو وتطالب بجولة جديدة من التصويت.