دعت جبهة البوليساريو الأمم المتحدة إلى ضرورة تحمل مسؤوليتها كاملة واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تضمن امتثال المغرب الكامل لاتفاقية وقف إطلاق النار وشروط الاتفاق العسكري رقم 1 وذلك على خلفية المعاملات السيئة التي تعرض لها مواطن صحراوي بالمنطقة العازلة بالكركرات على يدي ضباط مغاربة دفعته يأسا إلى إضرام النار في نفسه.
رسالة البوليساريو التي وصفتها وكالة الأنباء الصحراوية (وأص) ، أمس، بالعاجلة،تم توجيهها من قبل الممثل الدائم للجبهة بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمر، إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، وجاء فيها أن “الشاب الصحراوي، احمد سالم ولد احمد ولد لمغيمظ، أقدم على إضرام النار في نفسه السبت بالكركرات، بالمنطقة العازلة جنوب الصحراء الغربية، وذلك احتجاجا على المعاملة السيئة التي تعرض لها على أيدي الضباط المغاربة”.
أكد محمد عمر أن هذه الحادثة الخطيرة والمحزنة تثبت مجددا بأن “تواجد المغرب المتكرر وأنشطة التجارة عبر المنطقة العازلة بالكركرات لازال يثير العديد من الأسئلة الجوهرية حول اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة كما حددها بوضوح مجلس الأمن الدولي في القرار 2414 (2018).
نبهت الرسالة إلى أن هذا الوضع “يعرض حياة العديد من الصحراويين للخطر كما هوواضح من حالة هذا الشاب، فلم يعد من الممكن التسامح مع هذا الوضع مما يتطلب من الأمم المتحدة تحمل مسؤوليتها كاملة واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تضمن الامتثال الكامل لاتفاقية وقف إطلاق النار وشروط الاتفاق العسكري رقم 01”.
أوضحت جبهة البوليساريو أن ولد لمغيمظ قام باعتصام في معبر كركرات، وذلك عندما قامت الجمارك المغربية وفي إطار السياسة التمييزية التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد الصحراويين، بمصادرة البضائع التي كان ينقلها (حوالي 10 كغ من الشاي). عندما حاول المواطن الصحراوي الاعتصام، كان رد قوات الاحتلال المغربي منعه بالقوة من القيام بذلك وتهديده بالاعتقال والتعذيب، وبعد عدد من المحاولات اليائسة قام بإضرام النار في جسده أمام الملأ، وهوالآن في وضع خطير وجد حرج.
اغتيال مواطن صحراوي
دعت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات “عاجلة” لضمان أمن وسلامة الصحراويين العزل في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها بعد إقدام مستوطن مغربي بمدينة الداخلة المحتلة، على اغتيال المناضل الصحراوي أسودح عمار بلة.
في بيان لها أمس، قالت اللجنة الصحراوية الحقوقية، إن الجريمة “ تنضاف إلى سجل مماثل من الاغتيالات التي طالت مواطنين صحراويين من قبل مستوطنين مغاربة يتمتعون بالحماية من قبل السلطات المغربية، التي تنتهج سياسة التصفية الجسدية في حق العنصر الصحراوي الرافض لسياسة الاحتلال المغربي جملة وتفصيلا”.
طالبت اللجنة، الأمم المتحدة القيام بإجراء “تحقيق مستقل وكامل” عن ظروف جريمة اغتيال المناضل عمار بلة وكشف الملابسات وتحديد المسؤوليات المترتبة عن هذه الجريمة، محملة حكومة الاحتلال المغربية، المسؤولية القانونية والجنائية عن هذه “الجريمة النكراء وكل جرائم القتل المتعمد التي ترتكبها بحق المواطنين الصحراويين العزل”.