خرج آلاف الفرنسيين المنخرطين في حراك السترات الصفراء أمس، للتظاهر للسبت التاسع على التوالي، تعبيرا عن غضبهم من الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد وذلك قبل 3 أيام من انطلاق الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون.
وعشية المظاهرة التاسعة، التي توقعت السلطات الفرنسية أن تكون في مستوى الحشد الكبير الذي ميز الأسابيع الأولى، أدلى الرئيس ماكرون بتصريح وصف بالمستفز من قبل الفرنسيين، عندما وصف في حفل استقبال على شرف جمعية للخبازين بقصر الاليزيه، غالبية مواطنيه بالكسالى، وقال «المشكل الذي يعاني منه مجتمعنا هو أن كثير من المواطنين يعتقدون أن من حقهم الحصول على الكثير دون بذل المجهود اللازم».
هذا التصريح أثار حفيظة الشارع الفرنسي، الذي رد بمظاهرات صاخبة بمختلف المدن أبرزها باريس وبورجيه، لأول مرة من انطلاق احتجاجات الغضب، نظم السترات الصفراء المسيرات بأنفسهم تفاديا لحدوث انزلاقات.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن أحد منظمي مسيرة بباريس «علينا أن نثبت للفرنسيين أن حركتنا لا علاقة لها بالعنف، علينا أن نثبت أننا لن نستجيب لاستفزازات ماكرون وكاستانير (وزير الداخلية)».
مواجهات مستمرة
ورغم ذلك، عرف التحرك التاسع للسترات الصفراء، مشادات مع قوات الأمن مثلما حصل في مدينة ستراسبورغ، حيث أظهرت الصور دخانا كثيفا أطلق من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي باريس، اضطرت الشرطة إلى تفريق المتظاهرين قرب الإليزيه بعد الزوال، بعدما ساد الهدوء الفترة الصباحية.
ونشرت الحكومة الفرنسية حوالي 80 عنصر من الدرك والشرطة مدعومين بمدرعات، للتعامل مع الاحتجاجات.
اعتقالات بالجملة والبقية تأتي
أعلنت الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، عن توقيف 43 شخصا أثناء تظاهرات «السترات الصفراء» في المدينة.
وأوضحت الشرطة أن الموقوفين هم أشخاص كانت بحوزتهم أسلحة أو أدوات يمكن استخدامها كأسلحة، إضافة إلى حيازتهم أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع، وهي أدوات يمنع استخدامها أثناء المظاهرات وفقا للقانون.
وأضافت الشرطة أن الحديث يدور أيضا عن متهمين بتأسيس مجموعات كانت تخطط للقيام بأعمال شغب في المدينة.
رجلا إطفاء ضحايا الانفجار
قتل رجلا إطفاء، وأصيب نحو أربعين شخصاً بجروح أمس، نتيحةً لانفجار ضخم في مخبز في أحد المباني في قلب باريس، وقع إثر تدخل رجال الإطفاء لوقف تسرب للغاز فيه.
وأعلن وزير الداخلية كريستوف كاستانير عن وقوع «انفجار خطير مرتبط بالتأكيد بتسرب غير متعمد للغاز الذي تفجّرت كميات كبيرة منه. الحصيلة البشرية خطيرة وثقيلة»، وذلك لدى زيارته موقع الحادث إلى جانب رئيس الوزراء إدوار فيليب وعمدة باريس آن هيدالغو.
وأعلن مكتب النيابة العامة في باريس عن مقتل رجلي إطفاء بين المصابين في الانفجار الضخم، وعن جرح 37 شخصاً، 10 منهم بحالة حرجة.
وأفاد رجال الإطفاء في حصيلة أولية عن 12 جريحاً بحالة خطرة، خمسة منهم حالتهم حرجة. وكان قائد الإطفاء في الموقع إريك مولان تحدث للصحافة عن «رجلي إطفاء وثلاثة مدنيين بحالة حرجة».
وأضاف «بقي أحد رجال الإطفاء مدفوناً لعدة دقائق. قوة الانفجار شعر بها السكان على بعد أربعة شوارع موازية بمسافة 100 متر تقريباً. نكشف على كل هذه المواقع لمعرفة ما إذا كان هناك ضحايا آخرون».