زار تونس أكثر من ستة ملايين سائح عام 2018، في عدد سجّل ارتفاعاً بنسبة 16،9 بالمائة خلال عام، ما يشكّل عودة إلى مستويات السياحة السابقة لاعتداءات عام 2015، التي استهدفت متحف باردو في العاصمة وفندقا في سوسة.
وحتى 30 سبتمبر، دخل البلاد 6،27 ملايين شخص بحسب الأرقام الحكومية، أي أكثر من عدد السياح لمجمل عام 2014 (6،07 ملايين).
وبلغت العائدات أكثر من مليار يورو (1،031 مليار يورو) مسجلة ارتفاعاً أسرع من معدل تدفق السياح مع نسبة نمو بلغت 27،6 بالمائة خلال عام. إلا أن ذلك لا يمثل إلا ثلثي العائدات المسجلة عام 2014 1،59 مليار يورو.
وتتأثر العائدات بنسبة تضخم أسعار عالية وبالعروض السياحية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على تمضية العطل على شاطئ البحر من خلال منظمي الرحلات السياحية، وكذلك بالمشاكل الإدارية في قطاع الفنادق.
وأعلنت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي بعد بداية جيدة للموسم السياحي أن التوقعات، تشير إلى أن نحو ثمانية ملايين سائح سيتوافدون إلى تونس هذه السنة، في تجاوز لعدد سبعة ملايين سائح الذي سُجل سنة 2010، العام المرجعي للسياحة التونسية.
وعلى الرغم من الطقس الجيد في أوروبا ومباراة كأس العالم لكرة القدم اللذين لم يدفعا بالناس إلى السفر، وإضافة إلى وجود صعوبات للعثور على رحلات موثوق بها خلال فصل الصيف، بدأ يظهر الانتعاش المنتظر من تدفق السياح في تونس.
وشكل السياح الأوروبيون والروس القسم الأكبر من السياح الوافدين إلى تونس بأكثر من 44،9 بالمائة، ولم يرتفع عدد السياح المغاربة الذي يشكل نصف عدد الوافدين (ثلاثة ملايين) إلا بنسبة 16،9 بالمائة.
وتشكل جزيرة جربة (جنوب) الوجهة السياحية الأكثر استفادة من الانتعاش السياحي مع ارتفاع عدد السياح الذين توافدوا إليها بنسبة 51،8 بالمائة خلال عام.
وعانى القطاع السياحي في تونس الذي يشكل من جديد أكثر من 7 بالمائة من إجمال الناتج المحلي التونسي، من اضطرابات في أعقاب ثورة 2011، قبل أن يشهد تدهوراً بعد الاعتداءات التي ضربت البلاد في مارس وجوان 2015 وتسببت بمقتل 60 شخصا بينهم 59 سائحا وتبناها تنظيم داعش الإرهابي.