ستكون جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم على موعد مع الملتقى الدولي “الإعلام والصناعات الثقافية والإبداعية في الجزائر: رهانات الواقع والتطلعات”، يومي 19 و20 فيفري المقبل، بتنظيم من مخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية تحت رئاسة الدكتور العربي بوعمامة. ويهدف الملتقى الدولي إلى تسليط الضوء على دور الإعلام الثقافي في تطوير الصناعة الثقافية، خاصة وأن هذه الأخيرة قد تطورت بالموازاة مع التحول التقني والفني لوسائل الإعلام والاتصال.
يأتي الملتقى الدولي “الإعلام والصناعات الثقافية والإبداعية في الجزائر: رهانات الواقع والتطلعات” كمحاولة للتفكير في واقع الإعلام الثقافي في الجزائر، ومقاربة جدليات العلاقة بين الصناعات الإعلامية والثقافية، وكذا دور وسائط الإعلام في صياغة رؤية استراتيجية من شأنها تعضيد الصناعات الثقافية والارتقاء بها.
وفي هذا الصدد، يعالج الملتقى مجموعة من المحاور، يدور أولها حول مفهوم الإعلام الثقافي ومحدداته وأهميته، أما الثاني فيتطرق إلى دور الإعلام الثقافي في دعم الصناعات الإبداعية والدفع بالحراك الثقافي اليومي. ويعالج المحور الثالث المتغيرات التقنية الجديدة وتأثيرها على واقع الإعلام الثقافي، ويسلط الرابع الضوء على دور الإعلام الثقافي في دعم مختلف أشكال التعبير الثقافي، فيما يشخص الخامس دور الإعلام الثقافي في تطوير الصناعة الثقافية. أما المحور السادس والأخير، فيحاول الربط بين الثقافة وخصائص العصر الرقمي، حينما يتطرق إلى “الصناعات الثقافية والمحيط الرقمي 2.0، الرهانات والتقاطعات”.
ولمعالجة هذه المحاور، ينطلق الملتقى من اعتبار الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية “خيارا استراتيجيا وتنمويا يمكن أن يسهم في الناتج الداخلي الخام بنسب دالة”، حيث يمكن لمختلف أشكال “التعبير الثقافي أن تتحول إلى اقتصاد حقيقي تفوق حركتيه وديناميكيته سائر القطاعات الإنتاجية الكلاسيكية، خصوصا في ظل الظرفية الحالية التي يعرفها الاقتصاد العالمي”.
ويساهم في هذه العلاقة السببية بين متغيري الإعلام والصناعة الثقافية، كون هذه الأخيرة “قد تطورت بالتوازي مع التحول التكنولوجي والفني الحاصل على مستوى التقنيات الإعلامية والاتصالية”، بدءً بظهور المطبعة وبعدها ظهور الصحافة والسينما ومختلف الوسائط التي لعبت دور “الحامل الجماهيري للمنتوجات الثقافية والبنية التحتية لتداول المحتوى الثقافي واستمراريته”.
ويستشهد الملتقى بالأستاذ عبد الرحمن عزي، صاحب نظرية “الحتمية القيمية للإعلام”، والذي يرى أننا في “عصر الوسيط” بالكيفية التي تجعل وسائط الاتصال متغيرا جوهريا في معادلة الثقافة، فالثقافة حسبه “تستوعب وسائط الإعلام بينما تشمل الأخيرة جزءً محددا ومحدودا منها ــ أي الثقافة ــ كما أن الوسيط الإعلامي يشتغل في سياق ثقافة معينة ويسعى للتعبير عن مظاهرها ومكنوناتها، فهو أحد مكونات الرأسمال الثقافي، وهو الحامل لمختلف أشكال الإبداع الثقافي والمحرك الدافع لدينامية الصناعات الثقافية”.
كما تعد وسائط الإعلام، باختلاف أشكالها السمعية والبصرية والإلكترونية، البنية التحتية الثقافية الأولى للبرامج الثقافية والحامل الباث للمحتوى الثقافي الذي “من شأنه النهوض بالنمو المستديم وحفز التنمية الإبداعية والفنية وتشجيع التنوع الثقافي في ظل المحافظة على خصوصية الهوية الثقافية”.
ولا تقتصر أهمية الإعلام الثقافي الناقل للصناعات الثقافية في الإسهام في الإيرادات الاقتصادية، وإنما يلعب هذا الإعلام دورا هاما في حماية الموارد الإبداعية والارتقاء بالأداء الثقافي وتوظيفه في مجالات التعليم والترفيه والتنمية الثقافية.
وبما أن أعمال هذا الملتقى سيتم طبعها ونشرها، فقد نوّهت الجهة المنظمة ضرورة دفع تكاليف الاشتراك من أجل تغطية عملية الطبع.