يحتضن مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر (حصن 23) معرضًا فنيًا للفنان التشكيلي الجزائري مصطفى عدان، تحت عنوان “جذور وألوان”، في احتفاء خاص بأحد أبرز رواد الفن التشكيلي في الجزائر، واستحضار لتجربته الغنية في عالم الجمال والرسم والنحت.
أشرفت على افتتاح المعرض مديرة المركز فايزة رياش، رفقة المفتش الثقافي والفني علي قريد، بحضور واسع من الفنانين وعشاق الفن التشكيلي، وذلك في إطار البرنامج الثقافي والفني للمركز لشهر جويلية، الهادف إلى إبراز الإبداعات الوطنية وتثمين المسارات الفنية الرائدة.
وفي تصريح لـ “الشعب”، أكّدت فايزة رياش أن هذا المعرض يمثل التفاتة تقدير ووفاء لمسيرة الفنان مصطفى عدان، الذي كرّس حياته لنقل الرؤية الجمالية الجزائرية إلى المحافل الثقافية، خاصة على المستوى الدولي. كما اعتبرت أنّ الحدث يهدف إلى تسليط الضوء على إحدى أهم التجارب التشكيلية في المشهد الفني الوطني، من خلال عرض نخبة من أعماله التي تُجسّد عمقًا فكريًا وتنوّعًا بصريًا لافتًا، وتعكس رؤيته الجمالية للواقع والهوية والذاكرة.
ويُعد المعرض أيضًا - بحسب مديرة المركز - فضاءً للحوار المفتوح بين الفنان وجمهوره، ومنصة لتعزيز الثقافة البصرية وتشجيع التواصل بين مختلف الأجيال التشكيلية.
وفي سياق موازٍ، أعلنت رياش أنه سيتم تكريم الفنان مصطفى عدان، الذي بلغ عامه التسعين، في حفل رسمي يحضره وزير الثقافة والفنون زهير بللو، وذلك قبل اختتام فعاليات المعرض. كما سيُعرض بالمناسبة فيلم وثائقي من توقيع مخرج شاب متخصّص في الفن التشكيلي، يوثق محطات من سيرة الفنان ومسيرته الإبداعية.
ويضم المعرض، الذي يستمر إلى غاية 29 أوت الجاري، نحو 50 عملًا فنيًا، تتوزّع بين 34 لوحة تشكيلية و16 منحوتة، تميزت بتنوع مواضيعها وتعدّد أحجامها وألوانها، وجاءت لتكشف إلهام الفنان الذي مزج بين مدارس فنية متعددة، في تجربة أبهرت الزوار وأكدت على فرادة بصمته الفنية.
يُذكر أنّ مصطفى عدان من مواليد القصبة بالعاصمة في 12 مارس 1933، وهو فنان ونحّات ومصمّم متخصّص في الخزف، تحصّل سنة 1965 على شهادة جامعية في البيداغوجيا الفنية والنحت من ألمانيا، وعمل أستاذًا بمدرسة الهندسة والفنون الجميلة، كما شغل منصب رئيس الاتحاد الوطني للرسامين الجزائريين، وقام بتصميم عدة أوسمة لمؤسسات وطنية.