أقلّ من أسبوع يفصلنا عن الحدث الأهمّ في المشهد الروائي الجزائري.. أيام قليلة متبقية ويتعرف الشارع المثقف الوطني على أسماء الفائزين بالطبعة الثالثة «للجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية»، التي سيقام حفل توزيع جوائزها، هذا الخميس 21 ديسمبر، بالمركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر. وتتنافس 71 رواية على الجوائز باللغات الثلاث، العربية والأمازيغية والفرنسية.
في إطار الجائزة الكبرى «آسيا جبار»، التي تشرف عليها وزارتا الاتصال والثقافة، تسلمت لجنة التحكيم 71 رواية مترشحة، من ضمنها 24 رواية باللغة العربية، و5 روايات بالأمازيغية، والبقية، أي 42 رواية، هي باللغة الفرنسية.
من بين الأعمال المشاركة باللغة العربية نذكر «المطر يكتب سيرته» لمرزاق بقطاش ومن إصدار «لاناب»، و»وادي الحناء» لجميلة طلباوي عن دار «ميم» للنشر، و»ليالي إزيس كوبيا» لواسيني الأعرج من إصدار «إيناغ»، و»طيور الكوش متى تعود» لعبد الحميد مغيش ودار النشر «الجزائر تقرأ».
أما الأعمال باللغة الأمازيغية فنذكر منها «ذواغي إي ذاسيراميو» لمصطفى زعروري عن دار «الأمل»، «إيحولفان» لقايسة خالفي، و»آصباغ» لحسين لوني. بالنسبة للأعمال المشاركة بالفرنسية فنذكر روايتين رشحتها دار البرزخ، وهما «ابن البيضة» لأمين زاوي، و»شارع الهاوية» للفقيد نور الدين سعدي الذي غادرنا، أول أمس الخميس.
تتكون لجنة التحكيم، التي تترأسها الكاتبة والأكاديمية نجاة خدة، من 6 أعضاء آخرين، هم الأكاديمي المتخصص في الأدب المقارن عبد القادر بوزيدة، والأكاديمي والمترجم إبراهيم صحراوي، والأكاديمي المتخصص في الأدب الشعبي والأنثروبولوجيا واللغة الأمازيغية حميد بوحبيب، والأكاديمي الشاعر عاشور فني، والمختصة في الأدب المقارن والأدب الأفريقي أمينة عزة بكات، والكاتب وأستاذ علم الاجتماع عبد المجيد مرداسي.
للتذكير فـ»الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية» تمنح سنويا، وتقوم بتنظيمها في إطار مشترك المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. وتسعى هذه الجائزة إلى اختيار أحسن رواية جزائرية باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية وكذا باللغة الفرنسية. وللمشاركة في الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية، يجب أن تكون الأعمال جديدة وصدرت بين طبعتي الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية. واستثنائيا، تُقبل المشاركة في حالة ما إذا نُشر الكتاب على حساب الكاتب وهذا بعد موافقة رئيس اللجنة. ويتقدم الناشرون بالكتب المقترحة للفوز بالجائزة بعد إخطار الكُتاب، كما يمكن لكل دار نشر اقتراح ما تريد من العناوين المنشورة.
تحمل الجائزة اسم واحدة من أعلام الأدب الجزائري المعاصر، الأديبة آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء املاين، التي ولدت في 30 جوان 1936 بشرشال ولاية تيبازة. بدأت دراستها الأولى في مدرسة قرآنية، ثم التحقت بالمدرسة الفرنسية، ثم بعدها بثانوية بيجو بالعاصمة، وفي فرنسا كانت أول امرأة مسلمة تدمج في المدرسة العليا للبنات بسافر، قسم تاريخ، ولكنها طُردت منها في سنة 1956 بسبب مشاركتها في الإضراب المنظم من طرف الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.
كتبت آسيا جبار أول روايتها سنة 1957 التي تحمل عنوان: «العطش»، تليها بعدها رواية «نافذي الصبر» سنة 1958. وفي ربيع عام 1962 أصدرت روايتها الثالثة في باريس بعنوان: «أطفال العالم الجديد». وفي 1978، قامت بإخراج فيلم وثائقي مدته ساعتان بعنوان: «نوبة نساء جبل شنوة» باللغتين العربية والفرنسية، يتناول شهادات النساء الريفيات حول حرب التحرير، وقد تحصل سنة 1979 على جائزة النقد العالمي التي تقام كل سنتين بفينيسيا (البندقية) بإيطاليا. كما حاز فيلمها «الزردة أو أناشيد النسيان» على جائزة بمهرجان برلين سنة 1983. وحصلت روايتها «ظل السلطانة» على جائزة ليبيراتور بفرانكفورت سنة 1989. وفي سنة 2001 قامت بتأليف وإخراج الدراما الموسيقية «بنات إسماعيل في الريح والعاصفة» بروما (إيطاليا) و»عائشة ونساء المدينة» بروتردام.
سنة 1999 انتخبت آسيا جبار كعضو في الأكاديمية الملكية للغة والثقافة الفرنسية في بلجيكا. ثم في 16 جوان 2005 كعضو في الاكاديمية الفرنسية لتصبح أول كاتبة من شمال إفريقيا تدخل الأكاديمية. توفيت أسيا جبار في 6 فيفري 2015 بباريس ودفنت في شرشال مسقط رأسها، نزولا عند رغبتها.