اختارت مؤسسة «صدانا» الثقافية بالإمارات الشاعر الجزائر بغداد سايح ليكون أول شاعر تطبع أعماله. وفي حديثه لـ»الشعب»، اعتبر سايح ذلك اعترافا برباعياته التي داوم على نظمها، وتكريما باختياره من ضمن الكثير من الشعراء والكتاب والنقاد باللغة العربية وكذا المترجمين. كما اعتبر سايح هذا الاختيار «تتويجا يأتي في ظروف استثنائية يعرفها عالم هو بحاجة إلى الاقتداء بالآداب الإنسانية وتجسيد قيم التسامح والسلام».
يقول الشاعر بغداد سايح في هذا الصدد: «اختيار مؤسسة صدانا الثقافية لي أول شاعر تطبع أعماله الأدبية يأتي بعد منتوج شعري غزير يتمثل في رباعياتي الاستثنائية التي تجاوزت سقف المتوقع فكانت أكثر الرباعيات استمرارا منذ عمر الخيام في مزاوجة بين فن اللزوميات وبين فن الارتجال، لذلك جاء التكريم من سمو الشيخة أسماء صقر بن سلطاني القاسمي من الشارقة بالإمارات اعترافا بما بذلته من جهود إبداعية عملت خلالها على إعادة ترتيب مفاهيم الشعر».
يرى بغداد سايح أن القصيدة عنده لم تعد «تلك التي تتجاوز عددا معينا بالأبيات، فالعبرة ليست بالحجم أو الكم»، على حد تعبيره، ويضيف: «أنا أعمل على التكثيف دون هدم ضوابط الشعر العمودي المتعارف عليها، كما أنه لم يكن عملي الإبداعي إلا استثناء آخر في تاريخ الأدب، فلم يسبق أن نظر الشعراء إلى الرباعيات كما نظرت إليها بالنظام البيتي والتزام القافية القادمة من فن الجناس، ثم أن هناك معايير أخرى كثيرة وقفت وراء اختياري تصب كلها في الجماليات والتمكن من اللغة وعلومها بالإضافة إلى ما يميّز البحور الفراهيدية».
يعتبر سايح بأن النشر بالإمارات سيسمح لا محالة للكثير من الدارسين من «الغوص عميقا في محيطات فِكَره وأفكاره»، وقد علم سايح بخبر هذا الاختيار في الفاتح من شوال، أي يوم العيد، حيث انتقته المؤسسة من بين الكثير من شعراء الضاد في العالم، ومن ضمن النقاد والكتاب، «ذلك أن هذا الاختيار في الواقع هو اختيار للأديب بغداد سايح شعرا ونثرا ونقدا، فالمنافسة لم تكن حكرا على الشعراء بل كانت تضم كل رواد الكتابة سردا وقصائدا ومقالات وأعمال نقدية وترجمة وغيرها»، يقول سايح، الذي خلص بالقول: «إنه تتويج جميل يأتي في ظروف استثنائية يعرفها العالم الذي هو بحاجة إلى الاقتداء بالآداب الإنسانية والاشتغال على العناصر البشرية في تجسيد قيم التسامح والسلام».