مزجت الطبعة الثانية لقعدة سوق أهراس الرمضانية التي احتضنتها، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، قاعة المحاضرات «ميلود طاهري» بعاصمة الولاية بين عديد الطبوع الفنية والتراثية والمدائح الدينية وعادات وتقاليد الختان في هذا الشهر الفضيل. قد مكنت هذه القعدة التي بادرت إلى تنظيمها الجمعية الوطنية للعمل التطوعي «مكتب سوق أهراس» بالتنسيق مع كل من مديرية الثقافة ودار الثقافة «الطاهر وطار» من استرجاع عراقة هذه المنطقة الحدودية في رمضان زمان صنعتها جماليات اللباس التقليدي للمرأة والملايا والزربية والأواني الفخارية. ولم تغب ضمن أجواء هذه القعدة التي حملت شعار «ريحة رمضان السوقهراسية» كؤوس الشاي وحلويات تقليدية أعدتها خصيصا حرائر المدينة من المتطوعات ضمن جمعية العمل التطوعي. وعند ولوجك إلى ثنايا هذه القعدة الرمضانية يخيل لك وكأنك وسط أحد منازل العائلات السوقهراسية يحتضن حفل ختان تقليدي على وقع أغاني فرق عيساوية محلية.
بالتوازي مع ذلك تميزت هذه القعدة بحفل ختان 30 طفلا ينتمون إلى عائلات معوزة بالمنطقة على أنغام براعم روضة نشء ابن باديس وأغاني عيساوية برعت في أدائها إلى ساعة متأخرة من السهرة جمعيات كل من «الجازولية» و»القاديرية» و»الإسراء» و»الأصيل» للإنشاد الديني من سدراتة ثاني أكبر تجمع سكاني بهذه الولاية. ولم يغفل منظمو السهرة لعبة «البوقالة» التي تمتد جذورها بهذه المنطقة إلى عصور غابرة، وهي عبارة عن أشعار شعبية تكون بمثابة الفأل الجميل أو السيء حيث تعقد البنات نية سماع البوقالة على شخص أو حدث منتظر وبعدها تعقد كل بنت نية سماع البوقالة، بحسب أحد العارفين بهذا التقليد.