شهادات مؤثـرة لعدد من الفنـانين
ووري المرحوم الفنان والمخرج ياسين بن جملين، أمس، الثرى تاركا وراءه مسيرة فنية ثرية قدم خلالها أعمالا محترمة أين شارك في العديد من الأفلام كممثل ودخل عالم الإخراج بقوة حيث كان مولعا بالعمل الفني المتقن الذي أعطى له الكثير.
في جو مهيب وبحضور جمع غفير من الأصدقاء ورفاق الدرب في المجال الفني ودع المرحوم إلى مثواه الأخير حيث أن علامات التأثر كانت بادية على وجوههم بفراق أحد الفنانين الذين برزوا في السنوات الأخيرة..
اقتربنا من بعض الفنانين الذين تحدثوا عن المرحوم بكلمات معبّرة، ذلك أن الممثل حمزة فغولي المعروف بـ»ماما مسعودة» قال: «رحل عنا فنان كبير حيث كانت مسيرته مميّزة، وعرفته منذ سنوات عديدة في فيلم - ميدالية لحسان -، ولعب دور الجار.. احتفظ بذكريات جميلة عنه».
في حين أن المخرج جعفر قاسم ، قال : « كان صديقا و مقربا مني كثيرا حتى خارج المجال الفني، لا أجد الكلمات من شدة التأثر .. لقد كلمني منذ 10 أيام و شجعني في عملي كان محترما ويحترم الناس» .
أما الممثل حميد رابية قال : « ترك بن جملين رصيدا ثريا من الأفلام كممثل ومخرج، يعد من ضمن المخرجين الذين طبعوا الفن الجزائري بأحرف من ذهب .. و كان يحترم الجميع في عمله « ..
وذكر لنا الفنان سعيد حيلمي أن الفقيد كان محترما ومتواضعا مع الأسرة الفنية، احتفظ بصورة جميلة عن المرحوم .
كما التقينا بأحد الوجوه الرياضية الكبيرة ، وهو الحارس الدولي وشباب بلوزداد السابق عبروق الذي أشار لنا بأن المرحوم ياسين يعد أحد أقربائي كان شخصا مميّزا و علاقتنا كانت في المستوى بفضل أخلاقه العالية.
حدثني كثيرا عن فيلمه الأول ...
علامات التأثر كانت كبيرة على وجوه كل الذين التقيناهم، وفي هذا المقام يمكنني القول بدوري أنني عرفت الفنان الراحل بن جملين في نهاية تسعينيات القرن الماضي وكان حديثه منصبا على العمل الفني حيث أنه شارك في العديد من الأعمال كممثل، وكان يتحدث كثيرا عن السينما والتمثيل و يروي بافتخار لحظات مشاركته في الأدوار التي كان « يتقمصها « باحترافية كبيرة في الأفلام التي شارك فيها .
وبعد سنوات أتذكر أننا التقينا وحدثني عن دخوله تجربة جديدة والمتعلقة بالإخراج السينمائي، قائلا : «بفضل تجاربي السابقة رأيت أنه لدي إمكانيات لدخول هذا العالم الإبداعي وأنا واثق من تحقيق نتائج معتبرة حيث لابد من الانطلاق بأفكار بسيطة ستتطور شيئا فشيئا وبالعزيمة والمثابرة يمكن الوصول إلى أشياء جميلة « .. فعلا لقد كان ياسين على وعده حيث قام بكل الأمور الضرورية التي تجسدت بإخراج فيلمه الأول تحت عنوان « اللعبة « ..
وكانت السعادة تغمر وجه الراحل ياسين بن جملين آنذاك عندما تابعنا سويا بعض لقطات من شريط هذا الفيلم، كونه الأول في مساره كمخرج، والذي تم بثه بعد ذلك في القنوات التلفزيونية بمشاركة مجموعة من الفنانين الموهوبين .
وكان ياسين يفضل التقاء أصدقائه وأحبابه من بينهم عدد من الفنانين في أوقات كثيرة بالحي الشعبي باب الوادي بالعاصمة للحديث خصيصا عن الأعمال الفنية التي توالت بعد هذه التجربة الأولى، أين دخل فعلا في دائرة المخرجين الجزائريين الذين ساهموا في ترقية العمل الفني.
ويمكن القول أن تجاربه العديدة كممثل في الأفلام أعطته عدة أفكار وتقنيات جعلته يخطو خطوات في الإبداع بمواضيع اجتماعية على غرار فيلم «الحنين» .. قبل أن يقوم بعمل آخر تحت عنوان « الهجرة « الذي شارك فيه الممثل فواد بن طالب الذي حدثنا يوم أمس عن ياسين بن جملين قائلا : « تعامله باحترافية وتواضع كبير مع الفنانين جعلتنا نقدم كل مالدينا من إمكانيات خلال تصوير هذا الفيلم، كما أن المخرج يتمتع بثقافة واسعة .. لقد كانت لحظات ممتعة مع بن جملين».
وللإشارة فقد عمل ياسين بن جملين مع ممثلين كبار على غرار فتيحة بربر، عبد النور شلوش، ليندة ياسمين، حفيظة بن ضياف ... الذين شاركوا في الأفلام التي قام بإخراجها.