ماسة بوشافة تفتح قلبها لـ «الشعب»:

واقع الفنان الجزائري مجحف...وعزائي في فرحة جمهوري بي

فريال ــ ب

قضت 3 عقود كاملة في الغناء، الذي بدأته وعمرها لا يتجاوز 22 سنة، الابتسامة لا تفارق محياها، ومهما كانت الظروف عزاؤها الوحيد جمهورها الوفي، الذي لا يفوت أي مناسبة للتعبير عن إعجابه بغنائها وفنها. الفنانة ماسة بوشافة التي متّعت الجزائريين طيلة سنوات بأداء الأغنية القبائلية، ورغم أنها اضطرت إلى التنقل إلى فرنسا مطلع التسعينيات، إلا أن ماسة لم تقطع حبلها السري مع الجزائر، ولا مع جمهورها، ولا تفوت أي فرصة للقدوم إليها.
تقضي الفنانة ماسة بوشافة الشهر الفضيل في الجزائر، ولم تفوت فرصة وجودها التي تتزامن مع الترويج لألبومها الجديد، الذي استغرق 3 أعوام كاملة، لتحل ضيفة على «الشعب» مع زوجها محند بوشافة، القائم بأعمالها منذ خوضها تجربة الفن. زيارة حرصت من خلالها على تمرير عدة رسائل، أهمها فرحتها بجمهورها الوفي، وفي نفس الوقت استيائها من واقع الفنان الذي لا يحظى باهتمام، إلى درجة أنه في حال إصابته بمرض، يضطر إلى طلب تكفل لعجزه عن توفير مصاريف علاجه، وغالبا لا يكرّم إلا بعد وفاته.
ورغم استيائها من واقع الفنان الجزائري، الذي أفنى حياته في إمتاع جمهوره،تماما كالشمعة التي تحترق لتشع نورها، إلا أن مجرد تذكر رد فعل الجمهور الذي تبناها واحتضنها منذ انطلاقها في التمثيل، يرسم أجمل الابتسامات على وجه ماسة بوشافة، التي أكدت بأن عزائها في جمهورها في أبسط كلمة تعبر عن وفائه وإعجابه بفنها، رغم مرور 30 سنة كاملة عن أدائها للأغنية القبائلية.
المغنية التي أبدعت في الغناء وكذلك في الرقص على أنغام الأغنية القبائلية، تبلغ من العمر اليوم 52 سنة تزامنت وإصدار ألبوم جديد لها، أمتعت جمهورها داخل الوطن وخارجه، حيث غنت في فرنسا وعدة دول أخرى بينها أستراليا، إلا أنها ترى اليوم نجاحها يذهب سدى، لأن الفنان في الجزائر اليوم لا يزال مهمّشا حسبها، مستدلة في ذلك إلى مثال لا يخفى على أحد، ويتعلق الأمر بالأجر الذي يتقاضاه عن أي حفلة يحييها، وأجور الفنانين الأجانب.
وفي هذا السياق، فتح زوجها محند قوسا، ليؤكد بأن ما يتقاضاه فنان أجنبي واحد فقط عن حفلات يحييها بالجزائر، قد يعادل أجرة كل الفنانين الجزائريين مجموعين لسنة واحدة، وإذا كانت تكاليف الفنان المدعو إلى بلادنا ـ حسبه ـ متكفل بها كليا من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام، في حين يفرض على المغني الجزائري التكفل بعازفين فقط، رغم أن الفرقة الموسيقية لا يمكن اختزالها في عازفين، مشيرا إلى أن الفنانة لم تحصل إلى غاية اليوم على مستحقاتها من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
كل هذه المعطيات، يضاف إليها صعوبة الظروف والأوضاع، لم يترك حلا آخر أمام المغنية إلا إحياء الأعراس، التي كانت مصدر رزقها الأول، وساعدتها على تربية طفليها اللذان يبلغان اليوم 27 و26 سنة، ما أدى إلى تعب الفنانة ماسة من واقع مجحف في حق الفنانين عموما والفنانات على وجه التحديد، رغم أنهم لم يدّخروا جهدا، ولم يخذلوا يوما، إلا أنّهم أصيبوا بخيبة أمل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024