سُعَداءٌ في غُرْفةِ النار

الشّاعر محمد الأمين جوب

أَحْتَاجُ دِفْئًا سَمَاوِيًّا ومُوسِيقَى
وَبَيْتَ شِعْرٍ يَزِيدُ القَلْبَ تَشْوِيقَا
.......
أَحْتَاجُ بَوَّابَةً أُخْرَى إلى قَلَقِي
حَتَّى أَرَى مَا يُرَى فِي الوَرْدِ مَعْشُوقَا
أَحْتَاجُ ضِحْكَةَ طِفْلٍ حِينَ تُطْرِبُهُ
بِكَعْكَةٍ فَترَى بِشْرًا وتَحْلِيقَا
 أَحْتَاجُ عَيْنَ حَمَامَاتٍ عَلى طُرُقِي
زَرْقَاءَ كَالْبَحْرِ
تَرْنُو نَحْوَ أَفْرِيقَا
أَحْتَاجُ لَوْنَ بِلاَدٍ حِينَ يَحْمِلُنِي
كَطِفْلةٍ لِلْهَوَى تُهْدِي أَبَارِيقَا
وَرَشْفَةً من خُمُورِ الغَيْبِ تُسْكِرُنِي
حَدَّ الْجُنُونِ، وَ قَلْبِي يَنفُثُ الرِّيقَا
نَسِيتُ فِي الجَانِبِ الغَرْبِيِّ مَائِدَةً
تَزْهُو بِأَبْخِرةِ الأَسْرَارِ تَوْثِيقَا
 أَشْتَاق أَن أَلْتَقِي في الرِّيحِ أَسْئِلَةً
تُفْضِي لِأَسْئِلَةٍ تُعْمِي العَمَالِيقَا
حَتَّى أُغَنِّي بقَلبِ الغَارِ مُتَّسِعًا
نَحْوَ الخَيَالِ
وَ أَسْمُو إن رَمَى ضِيقَا
لَمْ أَنتَبِهْ....هَلْ أَنَا فِي النَّارِ؟ أَمْ أَنَا فِي
دَارِ النَّعِيمِ؟ فَلاَ أحْتاجُ تَدْقِيقَا
.......
أَنسَابُ كَالماءِ فِي كَأْسِ السُّطُورِ، مَعِي
جِنُّ الغَرَامِ يَقُودُ الرُّوحَ تَشْوِيقَا
خَلْفَ السَّمَاءِ
وَخَلْفَ الأَرْضِ مَمْلَكَتِي
تَرْسُو
وَتَفْتَرُّ تَغْرِيبًا وَتَشْرِيقَا
لَمَّا وَجَدْتُ فُنُونَ العُمْرِ قَاسِيةٌ
أَجَّلْتُ إِشْرَاقَتِي....
أَيْقَظْتُ «إِغْرِيقَا»
أنَا سَعِيدٌ بِلاَ «سُعْدَى» ابْتَكَرْتُ نَدًى
فِي دَاخِلِ النّارِ...حَتَّى صِرْتُ إبْرِيقَا
شُكْرًا
لِحَامِلِ لَوْحِ الحُبٍّ فِي وَطَنٍ
شِعَارُهُ الدَّمْع..يَبْتَاعُ الهَوَى سُوقَا
سَمِعْتُ إِذْ أَنَا لَمْ أَسْمَعْ..وَقُلْتُ: وَلَمْ....
وَصِحْتُ، فَرَّقْتُ بينَ المَاءِ تَفْرِيقَا
خَلَعْتُ أَخْيِلَتِي الحَمْقَاء مُنذَهِلاً
لَمْ أَتَّبِعْ فِي المَجَرَّاتِ البَطَارِيقَا
لِأَنَّنِي لا أُحِبُّ الآفِلين...
فَلِي بَلاَغَة
ٌ تَعْزِفُ الأنوَاءَ تَطْبِيقَا
فَوْضَايَ تُتْعِبُنِي جِدًّا وَتُشْهِقُنِي
حَدَّ الصُّدَاع، أَهُزُّ القَلْبَ تَمزِيقَا
خَلْفِي فَلاَسِفَةُ اليُونَان...
خَلْفَ دَمِي....
بَوَّابَةٌ
 خَلَّدَتْهَا فِيَّ «فِينِيقَا»
عَلَّقْتُ فِي أَلَقِ التَّارِيخِ قُبَّعَتِي
حَتَّى تَبَدَّيْتُ مِثْلَ النَّهْرِ مَدْفُوقَا
الأَرْضُ...مَا الأَرْضُ..
إِلاَّ نَاقَةٌ حَملَتْ هَمَّ الحَيَاةِ
لِتَسْعَى فِي الرُّبَى ضِيقَا
تَحْتَ الأَكِنَّةِ أَجْرَاسٌ مُعَتَّقَةٌ
تُعَلِّمُ الطَّيْرَ - يَوْمَ الحُزْنِ - تَحْلِيقَا
فَمَنْ يُرَمِّمُ كَسْرَ الدَّهْرِ؟؟
 كَيْفَ؟
مَتَى؟
سَنَمْلأ الأَرْضَ تَقْبِيلاً وَتَطْوِيقَا
لاَ وَحْيَ فِي الكَونِ يَبْقَى...بَعْدَ مَوْت نَبِي
ووَحيُ قَلْبِي سَيَبْقَى فِيَّ مَرْمُوقَا
 تَرْكْتُ خَلْفِي مَوَاوِيلاً مُعَتَّقَة
ًتَهْفُو إِلَيَّ
فَخَطَّ الدَّهْرُ تَعْليقَا

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024