تتواصل فعاليات العروض المسرحية الخاصة بالشهر الفضيل بالمسرح الجهوي بباتنة، حيث استمتع عشّاق الفن الرابع بقصة مسرحية «قصة مزبلة»، والتي عالجت بجرأة جزءا كبيرا من صراع الإنسان من أجل الحصول على لقمة العيش ولو اقتضى الأمر تقاسمها مع الفئران والكلاب ويكون ثمن هذا التحدي التخلي على الضمير الإنساني باعتبار أن الظروف القاسية هي من تدفع الشخص للتضحية بكل ما هو غالي من أجل البقاء على قيد الحياة.
الثنائي لحسن شيبة ومبروك فروجي أبدعا كثيرا في أداء دورهما وأثرا في المتفرج، خاصة وأن النص يتضمّن عدة مشاكل اجتماعية تتطلّب معالجة واقعية، خاصة ما تعلق منها بفئة الشباب باعتبارهم الشريحة الأوسع من المجتمع.
السهرة تميّزت بحضور مكثّف للعائلات التي أصبحت تصنع الحدث في كل مرة تعلق الأمر فيها بالمسرح في عاصمة الأوراس باتنة وتفاعلها كثيرا مع العرض الذي جاء في طابع فكاهي هزلي، وبرز ذلك من خلال تصفيقات الجمهور التي هزّت القاعة من حين لآخر تعبيرا عن إعجابه وتذّوقه للمسرحية ومغزاها الذي يهدف إلى كشف حقيقة الإنسان الذي قد يختلف في الغالب عن جوهره.
والجدير بالذكر أنّ المسرح الجهوي لباتنة أصبح في السنوات الأخيرة قبلة للكثير من العائلات التي تعودت على النشاطات المقدمة فيه، حيث أكّدوا أنّ هذا التقليد أضفى حيوية على الساحة الثقافية بباتنة، كما عبّروا عن شغفهم بمتابعة باقي السهرات لاكتشاف جديد المسارح الجهوية والتعاونيات والجمعيات.