تزامنا مع الذكرى 143 لرحيل مؤسس الدولة الجزائرية

عرض الفيلم الوثائقي عبد القادر لمخرجه سالم إبراهيمي

قصر الثقافة: حبيبة غريب

رجل استثنائي جمع بين السياسة، الحرب ،الحنكة والتسامح

عرض، ليلة أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، الفيلم الوثائقي «الأمير عبد القادر» للمخرج سالم إبراهيمي، بحضور عدد من ممثلي الحكومة والسلك الدبلوماسي بالجزائر ونخبة من رجالات الفن والثقافة، وهو العمل الذي سلط الضوء على حياة ومسيرة مرجع من مراجع الجزائر، الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري» الذي يحيي العالم هذه السنة الذكرى 143 لرحيله.
أشار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، قائلا بالمناسبة، إن على العالم كله أن يقرأ ويتعرف على شخصية الأمير عبد القادر، ويقرأ عنها، وهو الذي ضرب به المثل من خلال سلوكه الذي يترجم الإسلام الحقيقي، وأعماله الإنسانية ومواقفه الشجاعة والحكيمة سواء داخل أو خارج الجزائر.
يقول ميهوبي «حال دون اضطهاد المسحيين في الشام، تصدى بشدة للتطرف والعصبية سنة 1860، كما أنه هو من حل إشكالية قناة السويس، بمصر، لذا فإنه لزام علينا، تقديمه للعالم والإنسانية والتوثيق لمساره وحياته للأجيال الصاعدة، معتبرا الفيلم الذي أنتجه سالم ابراهيمي هاما جدا». وقال من جهته مخرج الفليم إن «الأمير عبد القادر، شخصية جزائرية قوية ومميزة جديرة بالاهتمام بها وكذا مشاطرتها مع الإنسانية كلها».
اعتمد المخرج سالم ابراهيمي في فيلمه «عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية»، الذي يدوم 96 دقيقة في سرد الأحداث الكرونولوجية لحياة الأمير ومسيرته العسكرية والسياسية والدبلوماسية وحياته الشخصية، على شهادات قوية وحوارات ومقابلات، أجراها مع نخبة كبيرة من الباحثين والمؤرخين والأساتذة الجامعين والكتاب والمؤلفين، جزائريين وأجانب، نذكر منهم عثمان بونقاب ودليلة حسان دوادجي، ادريس الجزائري وحاج ممون صرصار «توم وورنر بوويل» و«جون كيزر» و«إيريك جيو فيري» و«فرونسوا بويوين» وغيرهم.
وحمل الفيلم الوثائقي، ظروف تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، مبايعته، المسار النضالي للأمير عبد القادر، مسلطا الضوء على المعارك التي خاضها ضد المستعمر الفرنسي.
كما تطرق إلى الأحداث التي دارت بينه وبين المستعمر الفرنسي بعد مبايعته، وكذا السنوات التي قضاها بالمنفى، بكل من فرنسا، مرورا بتركيا، ووصولا إلى سوريا، مسلطا الضوء على الجانب الإنساني للرجل الذي جمع بين الشاعر والمتصوف، والمهندس والنبيه الحكيم والمتسامح الديمقراطي.
وقد أعطى صوت الراوي أو الحكواتي الذي قدمه الفنان أمازيغ كاتب، وكذا استعمال تقنية الرسوم المتحركة والضلال الصينية، والتركيز على اللقطات البصرية طابعا مميزا للعمل الوثائقي، ترجم حنكة ومهنية المخرج الشاب وإلمامه بعمله.
غاص العمل الوثائقي في جوانب عديدة لحياة رمز الدولة الجزائرية، من خلال تقديم أجوبة عن العبقرية السياسية والعسكرية والأدبية التي ميزت مسار الأمير عبد القادر الجزائري، بحيث قام بتأدية دور «القوال»، كراوي للأحداث رحلة الأمير عبد القادر مع النضال العسكري والتصوف والشعر، وهذا بالاستعانة باللهجة الجزائرية دون المساس بجوهر اللغة العربية الفصحى.
للإشارة أخرج الفيلم الوثائقي «عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية»، سنة 2013 بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، وقد قدم ليلة أول أمس من قبل وزارة الثقافة، بالتنسيق مع المركز الجزائري للإشعاع الثقافي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024