ذاكرة مفكر مفتوحة ترفض النسيان

سجل معرفي مرجع في العطاءات والقيم

جمال أوكيلي

ذاكرة مالك شبل ستكون فضاءً علميا ومعرفيا لكل الباحثين والمهتمين بالورشات المفتوحة والاشكاليات المطروحة والمقاربات المقترحة، في سجل هذا الرجل الزاخر بالأفكار القائمة على التسامح في رؤية الحوار الحضاري والديني والثقافي في قمة مرتبته والذي عمد إلى تفادي ذلك الصدام الذي لطالما أراد البعض تسريبه في خضم النقاش الشائك الذي يدور في الأوساط الغربية اليوم.
هكذا تأتي مؤسسة مالك شبل للمعرفة والعلوم في سياق خاص وحتى استنثائي لخوض غمار التفاعل مع عملية ثقافية قد يصعب تحديد فواصلها مع ماهو سياسي وتبدو للوهلة الأولى أنها تكمل بعضها البعض، لكن هذا في إطار ضوابط تبنى على نظرة نقل تلك الصورة الصحيحة عن الاسلام.
وعلى غرار البرنامج العملي المعد لهذا الغرض من الشروع في التواصل مع الآخر والجلوس إلى طاولة الحديث الهادف، والقبول بالغير مهما تكن معتقداته من خلال الأيام الدراسية والملتقيات والمعارض والندوات المزمع تنظيمها في غضون المواعيد القادمة.
وبقراءة متفحصة في عقد تأسيسها المؤرخ في ١٨ و١ جوان ٢٠١٧، فإن مؤسسة مالك شبل للمعرفة والعلوم لا تتسم بالطابع السياسي وهذا ما يعني أنها تحمل تلك الأبعاد الثقافية المحضة، التي تترجم صراحة انشغال المؤسسين والمنخرطين بشكل تطوعي وغير تجاري للصالح العام دون مخالفة أو المساس بالثوابت والقيم الوطنية ودون إلحاق الضرر بالنظام العام أو الأداب العامة، وأحكام القوانين والتنظيمات المعمول بها.
وهذا في حد ذاته المجال المحدد للمؤسسة من ناحية الضوابط التي تجعلها الأكثر حرصا على المسار المخصص لانطلاقتها، باتجاه الأهداف المتوخاة عبارة عن جملة من الالتزامات الواجد أن مرجعية الجميع في هذه المهام.
وبالتعمّق أكثر في مفهومي المعرفي والثقافي، فإن الأول جاء في ٧ نقاط ثلاثة منها لها تلك الدلالات العامة كتكوين النخب المستقبلية للبلاد من البكالوريا إلى غاية الجامعة، التفكير في النظم والبرامج التعليمية والبحث في فسيفساء اللغات الجزائرية والافريقية، أما الأربعة الأخرى فكانت واضحة وعملية كتطوير اللغة العربية، إنشاء مكتبة للبحوث، تنظيم ملتقيات وأيام دراسية خاصة وندوات وطنية حول المسائل العلمية والصناعية.
أما الثاني متوجه إلى البحث في التراث الثقافي الجزائري والتاريخ والبيئة، وفي الأعمال البيداغوجية وطاقات الأمة والتحري والتشخيص للوسائل التربوية والثقافية والمشاركة في التظاهرات الثقافية الوطنية ومعارض الكتب والأسابيع الاقتصادية وإنشاء متحف ومكتبات وكل ماله صلة بالعلوم والثقافة، ودورات تكوينية والبحث في علوم البيئة والتقنية.
ويسمح كذلك للمؤسسة بإصدار منشورات ومجلات ووثائق ومطبوعات لها علاقة بهدفها.
كل هذه الحيثيات المعرفية والثقافية عبارة عن مسؤولية علمية، تقع على عاتق المؤسسين والناشطين والشرفيين ممن يبدون رغبة أو بالأحرى إرادة عميقة من أجل الحفاظ على ذاكرة هذا الرجل، إذ ما قسنا ذلك بالمهام الكبرى التي تنتظرهم خلال الآجال القادمة لا يسمح فيها لأي تقاعس أو تردّد أو شيء من هذا القبيل انطلاقا من قرار تقسيم وتوزيع المسؤليات حتى تفرض المؤسسة نفسها في خضم المشهد الثقافي سواء في الجزائر أو فرنسا أو في جهات أخرى وهذا مافتئ يؤكد عليه ذلك الشبل من الأسد.. ميكائيل مدركا حقا أن العمل قد بدأ وعليه لابد من ربح الوقت واستغلال كل الفرص المتاحة الإخراج المؤسسة من الفكرة إلى الواقع وإدراجها في هذا الحراك الثقافي بتميّز، ألا وهو القيم التي تحملها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024