إصدار الموسوعة الكاملة للأعماله حلمنا
أنشأت مؤسسة المفكر الإسلامي الجزائري» مالك شبل»، مع أربعينة وفاته السنة الحالية، يترأسها نجله الشاب ميكائيل شبل، الذي وبعد فتح المؤسسة لمكتبا شهر ماي المنصرم بباريس الفرنسية، أفصح من منبر «ضيف الشعب» عن خارطة طريق المؤسسة للمدى المتوسط والقصير، التي ترتكز أساسا على تنظيم يوم دراسي دولي حول أعمال وفكر الراحل مالك الشبل، المقرر شهر نوفمبر القادم بمناسبة مرور سنة على رحيله».
تهدف مؤسسة مالك شبل، يقول نجله ميكائيل «إلى التعريف بأبحاث المفكر والكاتب المسلم واستكمال بعض الأعمال التي لم ينته منها المرحوم لاسيما موسوعة الحضارة العربية - الإسلامية وعرض رصيده الخاص بمخطوطات القرآن القديمة من خلال إنشاء متحف متنقل لنسخ نادرة، خاصة بالمصاحف المخطوطة والمجلدة باليد».
وقد سطّرت المؤسسة قائمة من المشاريع العلمية والفكرية تسعى إلى تجسيدها ميدانيا. مختلف الأقطاب المعتمدة التي تضمها كالمجلس العلمي للمؤسسة والتي يشارك فيها نخبة قيمة ممن عايش المفكر الراحل واحتك به، منهم ذكر ميكائيل شبل «الممثلين عن الديانات السماوية الثلاثة الحاخام الكبير لفرنسا هايم كورسيا والأب ألان دو لا موروندي وغالب بن شيخ المفكر الإسلامي»، إضافة إلى المفكر الإسلامي الفرنسي - المغربي رشيد بن زين والفيلسوف لوك فيري والسيناتورة ذات الأصول الجزائرية بريزة خياري».
واستفادت المؤسسة مند نشأتها، يقول رئيسها بمساندة قوية السلطات الجزائرية وعلى رأسها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، الذي خصّها بمقر بمدينة سكيكدة وهو ما اعتبره عرفانا رسميا بمسيرة والده وأبحاثه ودعم للمثقفين وتشجيع الفكر والمفكرين».
من المقرر، أن تجسّد المؤسسة أول مشاريعها من خلال تنظيمها ليوم دراسي تحت عنوان «فكر وأعمال مالك شبل» الذي من المقرر أن يضمّ عددا من المحاضرات حول الإسلام والنور، الحضارة العربية - الإسلامية».
«يذاع الملتقى، شهر نوفمبر القادم بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لرحيل المفكر مباشرة من باريس الفرنسية عن طريق الفيديو محاضرة في كل من الجزائر وسكيكدة وقسنطينة المغرب وتونس، لتعمّ الفائدة للجميع».
ويرتكز اليوم الدراسي، حسب ميكائيل شبل على محاولة تسليط الضوء حول محاور هامة تطرّق إليها مالك شبل طيلة حياته والمتعلقة بالحروب والسلم في الحضارة الإسلامية، الفنون المختلفة الإسلامية والعربية، كرونولوجية الأحداث والأسماء التاريخية، التي ستشكل في ما بعد محاولة الموسوعة الكبيرة لأعمال مالك شبل».
موسوعة لأعمال المفكر ومتحف للمصحف الشريف
في سياق آخر، يقول ميكائيل شبل «يشكل مشروع تدوين وإصدار موسوعة أعمال مالك شبل، الخاصة بالحضارة العربية - الإسلامية، الفقرة المحورية الهامة في خاطرة الطريق والبرامج التي سطراها المؤسسة التي تحمل اسمه، وهو المشروع الذي سيساهم في تجسيده على المدى المتوسط مباشرة بعد الانتهاء من تنظيم اليوم الدراسي الخاص بالمفكر، نخبة من الباحثين والمفكرين والمثقفين من الجزائر وأوروبا والدول الإسلامية والعربية».
وهنا، تتجلى استمرارية فكر «مالك شبل»، بتعزيز اهتمام المثقفين والمفكرين والباحثين بأعماله وآرائه، وتعميم نفعها على الجميع وفي العديد من المجالات. كما كشف ميكائيل معتبرا أن مشروع إصدار الموسوعة، يحتاج مجهودا هائلا في مجال الترجمة والإصدار، كما أن الاتصالات قد بدأت عمليا في هذا الشأن.
وأضاف قائلا، إن «الخطوة العملاقة الثانية، تشمل تنظيم متحف متنقل خاص بالمصحف الشريف، الذي يضم قرابة 100 مصحف نادر، مكتوب باليد، مزخرف بالذهب ومجلد بمواد ثمينة ونادرة على الطريقة اليدوية الفنية الأصيلة، نريدها تظاهرة تتخطي كل حدود الدول الأوروبية والعربية وغيرها، وتكون وصلة همز بين مختلف الديانات والحضارات وبين الشرق والغرب».
وتتصل هذه الخطوة يقول ضيف «الشعب» بعزم المؤسسة إنشاء معهد دولي للقرآن، يفتح إلى جانب فكرة المتحف المتنقل، آفاقا واسعة حول الثقافة الإسلامية العريقة بفقهها وعلومها من جبر وهندسة وفن وخط وكاليغرافية».
معهد دولي للإشعاع الفكري
ومن بين المشاريع الأخرى المسطرة، يقول ميكايل شبل «إنشاء مدرسة للدراسة العليا تهتم بالبحث والفكر العلمي والديني، من خلال تقديمها لسلسلة من المحاضرات والدورات التكوينية في مختلف الميادين الفكرية والعلمية والبحث والعلوم الاجتماعية في مجال الإشعاع الدولي، كما يهدف هذا المعهد الذي سيكون مقره في باريس، من خلال فتح أبوابه لأبناء الوطن إلى لعب دور هام في تشجيع التعليم العالي بالجزائر وترسيخ ثقافة التعايش في سلام مع الآخر».
